Amiir Cumar Tusun

Qalini Fahmi d. 1373 AH
51

Amiir Cumar Tusun

الأمير عمر طوسون: حياته – آثاره – أعماله

Noocyada

رحم الله الأمير البار! لقد كان مكانه في قلب الأمة مكانا فسيحا عميقا. وإنه اليوم لشاغر، وإنه اليوم لموحش.

الفصل الثاني عشر

ذكريات مطوية من ذيول الحرب الكبرى الماضية!

وشاية، واعتقال

حين تولى حكم مصر المغفور له السلطان حسين كامل - وكانت أيامه في الحكم معدودة - حدث أن شبت نيران الحرب العالمية الماضية، فوشى للحلفاء الواشون الكاشحون بأن سمو الأمير الجليل عمر طوسون - طيب الله ثراه - معاد لهم، متآمر مع الوطنيين في مراكش وتونس والجزائر ضدهم، وأنه يمد أعداءهم هؤلاء بالأموال والأسلحة. وكنت إذ ذاك أنا أيضا بأوروبا، وكان سموه كذلك هناك. ولما عزمنا على المجيء إلى مصر، كان سمو الأمير عمر قد سبقني لمارسيليا، وأنا وغيري من المصريين لحقنا به إليها على نية قيامنا جميعا لمصر، ولكن بمجرد وصول سموه إلى الميناء حجزته السلطة العسكرية وأمرته بعدم الرحيل إلى مصر، فلما وصلت أنا إلى مارسيليا، عدته لما بيني وبين سموه من أواصر الصداقة المتبادلة، فرد لي الزيارة بالفندق الذي كنت نازلا فيه.

ولما كان سموه محاطا بعدد من الجواسيس، فقد اتخذوا من هذه الزيارة ذريعة لأن ينسبوا إلي ما نسبوه لسموه، فصدرت لي أيضا أوامر أخرى من البوليس بعدم مبارحتي لمارسيليا وعدم عودتي إلى مصر؛ فهالني هذا الأمر جدا من تلك المعاملة التي لم أعرف لها من سبب، فتظلمت لرئيس الجمهورية الفرنسية ولوزير خارجيتها، وكان إذ ذاك المسيو ديلكاسيه، وكنت أعرفه شخصيا، كما تظلمت للورد كتشنر الذي كان وقتها وزيرا لحربية إنجلترا.

المرحوم اللورد كتشنر.

وبلغت المرحوم حسين رشدي باشا الذي كان رئيس الحكومة المصرية وقتها، وبعد زمن صدر لي الإذن بالسفر إلى مصر، فسررت كثيرا لحل هذه الأزمة، ولكن سروري لم يدم طويلا؛ إذ بمجرد ركوبي الباخرة عاد إلي في منتصف الليل - رئيس البوليس السري - وأمرني بالنزول منها، وأخدني في سيارة مسلحة، وأخبرني أنه صدرت إليه أوامر جديدة تخالف التصريح الذي أعطي لي. وقال: أي الفنادق تريد السكنى فيها؟

فقلت له: الفندق الذي فيه سمو الأمير.

فقال: أنصحك ألا تفعل! لأن في هذا الأمر صعوبة، وهو ليس في صالحك.

Bog aan la aqoon