Amiirka Cas: Sheekada Lubnaan
الأمير الأحمر: قصة لبنانية
Noocyada
16
فتألبوا عليه. وكان الشدياق يعلم ويستقي الأحداث، ينتظر بين ساعة وأخرى حدثا جسيما ولا يدري على من تدور الدائرة فيه.
وكان الأمير بشير يحوك شراك الدسائس، وينصب الفخاخ لخصومه، والناس في البلاد فريقان: واحد مع المير بشير، وآخر مع سميه الشيخ الجنبلاطي. وكما تكون الحالة في الشوف كذلك تكون في بلاد جبيل، فهي حزبان أيضا، حزبان سياسيان لا يهمهما الدين والطائفة. يجمع حزب المال ليشتري الخلعة لزعيمه، فيدفع كل واحد من الحزب ما يقدر عليه دونما نظر إلى الملة والمعتقد.
ورأى الشدياق سركيس أن الوقت قد دنا، فلم شمل عصابته، وعاد إلى وكره دير القطين، حصنه الحصين.
عادت العصابة في أوائل الصيف، تظهر الفئوس والمعاول والمناجل، وتخفي الغدارات والطبنجات والمجهريات والخناجر.
وها هي مغارة القطين - الدير المذكور - حافلة برجال من جرود كسروان يقطعون الأشجار ويصنعون الفحم. ها هم يعملون نهارا، ويغنون ويزمرون ويرقصون ويدبكون ليلا، فأصبح ذلك الوادي ساهرا طروبا. صار ذلك الكهف الموعر حافلا بالمسرات واللهو كبيوت الوجهاء العظام، ناهيك أنه صار بندرا
17
تجاريا تأتيه المكارون كل يوم، ناقلة الفحم إلى المدن ...
وقعة الأمير قاسم
وأهدى الأمير بشير إلى ولده قاسم، نائبه في بلاد جبيل، «جفتا» جديدا بمناسبة موسم صيد الحجل. وكان قاسم قد أمن شر عصابة الشدياق سركيس، واستراح من غاراتها على مقاطعته، فخرج صباح يوم من منتصف آب يطارد حجال المنطقة الساحلية في بلاد جبيل، بعد أن طارد الرعية عند قطف الشرانق وجبى ما جبى من الأموال، وأدى لوالده «الأكياس» كاملة غير منقوصة ...
Bog aan la aqoon