Amin Rihani
أمين الريحاني: ناشر فلسفة الشرق في بلاد الغرب
Noocyada
فدم يا ذا العلا لنهوض شرق
بمثلك يبتغى اليوم الغلابا (5-8) خطبة الدكتور منصور أفندي فهمي
ولما نودي على الدكتور منصور أفندي فهمي، أستاذ الفلسفة في الجامعة المصرية، ودعي إلى الخطابة، وقف وقال: «إني على غير استعداد، وقد سئل معاوية - رضي الله عنه - ذات يوم: أي شيء تحبه وتهواه؟
فقال: محادثة الرجال.
وقد عثرت على رجل يحدثكم.» وأشار إلى الأستاذ الريحاني وجلس. (5-9) خطبة الأستاذ الجليل الشيخ علي الزنكلوني من علماء الأزهر الشريف
أيها السادة:
إني ما حضرت في هذه الحفلة المباركة لأكون خطيبا، ولا نبهت في بطاقة الدعوة لهذا الغرض، وإنما حضرت لأشترك في حفلة تكريم الأستاذ الريحاني مع المكرمين.
إن الأستاذ الريحاني لم تكن لي به صلة قبل هذه الحفلة، ولا سابقة عهد، ولم أقف على تاريخه المجيد إلا من خطبة الأستاذ المحتفل لطفي جمعة. وهذا وإن عد تقصيرا بالنسبة إلي، فلا يعد نقصا في جانب المحتفل به؛ لأن له آثارا جليلة، وأياد فاضلة على الشرق، ولا ضير عليه إذا عاق ضعف الهمم بعض أبناء الشرق عن التطلع لهذه الآثار. على أني رجل ديني يجب علي أن أستكمل دائرتي الدينية، فإذا قصرت فيها، فإنما أقصر في واجب ضروري، وفي حياة جوهرية، فإذا ضعفت بي الهمة عن استطلاع آثار الأستاذ الريحاني في خدمته للشرق والشرقيين؛ فإن القصور لا يتخطى دائرة الكمال.
إن مجمل ما يقوله الخطباء عن الأستاذ الريحاني أنه بين للغرب محاسن الشرق، وهذا المجمل وإن كان صغيرا في نظر كثير من الناس، إلا أنه - في نظري - كبير جدا، وأنه من الأعمال الجليلة التي يستحق عليها صاحبها أعظم مظاهر الاحترام والتبجيل.
إن الغرب قد استهان بالشرق كثيرا، وبينه وبين الشرق عداء ولده الطمع والتوسع في الاستعمار. وإن العدو القوي إذا لم يدرك من عدوه الضعيف فضيلة من الفضائل لا يستحي أمامه، ويتشجع في إذلاله وضعفه. أما إذا تبين منه مواضع الفضيلة - وإن لم تظهر آثارها - وأدرك أن فيه قوة كامنة قد يظهرها الاحتكاك استحى عند مواجهته، وبرزت منه الحركة العدائية ضعيفة بالنسبة إليها إذا كان معتقدا فقدانه لكل فضيلة. وهنا يعامله مرة بحركة القمع المشلولة، ومرة بالمخاتلة والدهاء. وتلك حالة كثيرا ما تولد القوة في نفس الضعيف؛ فتبعثه على بلوغ أغراضه، وتحقيق آماله.
Bog aan la aqoon