Amin Rihani
أمين الريحاني: ناشر فلسفة الشرق في بلاد الغرب
Noocyada
لمصر أم لربوع الشام تنتسب
هنا العلى وهناك المجد والحسب
إلى أن قال:
هذي يدي عن بني مصر تصافحكم
فصافحوها تصافح نفسها العرب
فتعاونتا على البر والتقوى، وتصادقتا على تكريم رجال العلم والحكمة في أشخاص رجال الأدب والهمة.
وأنت إذا أبصرت ما يحصل من أبناء أحد القطرين الشقيقين، والبلدين التوءمين، من التجلة ومآدب الحفاوة والإكرام إذ نزل دار الضيافة أمير من الأمراء في القطرين، أو أديب من الأدباء في البلدين، للسياحة وترويح الخاطر؛ ملكك العجب، وعلمت همة العرب، وأيقنت أن هذا الشبل من ذاك الأسد.
فقد زار نيويورك منذ أمد غير بعيد صاحب السمو، الأمير محمد علي، فقابلته الجالية السورية في مهجرها بما يليق بمكانته السامية من التجلة والإكبار، ومن الإجلال والإعظام، وكذلك فعل المصريون مثل هذا عند زيارة الأمير شكيب أرسلان لمصر، ثم احتفل السوريون بحافظ إبراهيم، والمصريون بخليل مطران. وآخر ما شهدنا من هذا القبيل ما قامت به الجاليات السورية وكرام المصريين يوم قدم هذا القطر الفيلسوف الفذ أمين الريحاني؛ فقد كرموا العلم في شخصه، وقووا رابطة الإخاء بين السوريين والمصريين بما سارعوا إليه من الاعتراف بفضله، وتقديره حق قدره.
ولا عجب في هذا؛ فالشرقيون عامة، والسوريون والمصريون خاصة، أولى بمعرفة الريحاني وفضله، وأحق بإيفائه الشكر على عمله؛ فهو ناشر لواء أدب الشرق في الغرب، ومظهر فضل فلسفة المعري وغيره من فلاسفة الشرق أمام فلاسفة الغرب، وهو من عقد على رأسه الغربيون أكاليل المجد، ورفعوا له لواء الحمد، فقومه بهذا أولى، وعشيرته به أحق وأجدر.
فهو رجل الأدب وإتقان العمل، وفضله على العلم فضله، ومنزلته في خدمته منزلته.
Bog aan la aqoon