Amin Rihani
أمين الريحاني: ناشر فلسفة الشرق في بلاد الغرب
Noocyada
رأيت في هذه الوافدة «وافدة الأدب» غير ما رأيته في تلك.
رأيت الناس يتهافتون سراعا على حدائقها النضرة الزاهية للتمتع بطيب شذاها، والاستزادة منها وقد أسكرهم رحيقها.
رأيت مصر اليوم في عرس ترحب بعودة ابنها الشرقي ترحيب الأم الرءوم بعودة ابنها الضال، فصرخت من أعماق نفسي: عساك يا مصر غدا أن ترحبي وتفرحي بعودة أبنائك البررة المبعدين المنتزعين عودة الفائزين، فيفرح الشرق وقتئذ معك، وتهتز جوانحه، ويشتد ساعده بطربك ونصرك المبين. ورأيت الشرق بين ذلك كله يستجمع قواه المتفرقة، ويلم شعثه استعدادا للوقوف بين الأمم رافع الرأس، وكان أرفعها عزيز النفس، وكان أعزها مكرم الجانب، وكان أكرمها.
في هذه الحفلة البكر - وهي خاتمة الحفلات ومسك ختامها - أحذركم، سادتي، إدخال طعام على طعام، وأسألكم الاقتصار على لون واحد من الطعام في حفلاتكم المقبلة، وإراحة جسمكم وفكركم بعد كل طعام.
أحيي مصر العزيزة فيكم، أيها السادة، تحية يستخرجها القلب من أعماق الزمان.
أحيي أبناءها الكرام، طبيبها ومحاميها وعالمها وأديبها وجميع أبنائها الكرام البعيدين منهم والقريبين، تحية شاعر بفضلها، معجب بنهضتها، مؤيد لمطالبها الحقة، مفتخر ببطولة زعيمها الأكبر، محب لها محبة ثابتة كالدهر لا تتغير. (8-8) خطبة أمين أفندي الريحاني «مصر»
1
مصر هي أكبر الشرقيات الباسمات للدهر، وهي أحدث الشرقيات الناهضات.
هي أول من هزت الشمس سريرهن، وأول من قبلهن الليل على ضفاف النيل.
هي أول من لعب في ذرى الصناعة والفنون، وأول من رقص والقمر تحت النخيل.
Bog aan la aqoon