Amin Khuli
أمين الخولي والأبعاد الفلسفية للتجديد
Noocyada
31
وما أن يأتي للعصر الحديث حتى يحلو له أن يقدم فلسفته الخلقية بأسرها من مدخل، أو في إطار شامل هو نظرية التطور وفلسفة النشوء والارتقاء. وهل يمكن اختزال الفلسفة الحديثة للأخلاق بسائر اتجاهاتها وفروعها فقط في التيار التطوري؟ ما لم ينطو هذا على وجهة نظر حادة للمحاضر نحو تحبيذ وتأييد هذا التيار. وبلغ حيود الخولي في هذا الاتجاه حدا غير مقبول، حين يحشر توماس هل جرين
Th. H. Green (+ 1882) في زمرة فلاسفة الأخلاق التطوريين! في حين أن جرين من تيار مقابل تماما للتيار العلمي التطوري، ألا وهو «المثالية المحدثة»، ليمثل جرين انتقاله من ألمانيا إلى العالم الأنجلو سكسوني في إنجلترا،
32
ويبرر الخولي هذا بتأويل متعسف يصعب قبوله وهو أن فلاسفة التطور - المتفق عليهم - يبحثون في نشوء المثل الخلقية وارتقائها - كما هو معروف - عبر الماضي، أما «توماس هل جرين» فيبحث عن هذا من زاوية الغاية، أو المستقبل!
33
على أية حال يقدم الخولي لطلابه عرضا جيدا لنظرية التطور مع إمامها تشارلز دارون
Ch. Darwin (+ 1822)، مع الإشارة إلى الرواد الآخرين لامارك
J. Lamarck (+ 1829)، و ألفرد والاس
A. Wallace (+ 1913). وببيانه المحكم البديع، يوضح الخولي كيفية تفسيرها للحياة، فأنواع الأحياء - وعلى رأسها الإنسان - لم تظهر هكذا منذ خلقت، بل هي دائمة التغير من حال إلى حال، وبهذا تتطور من البساطة إلى التركيب المتدرج بالتغير والتطور تنشأ بعض الأنواع عن بعض، وترتقي بعمل ناموس الانتخاب الطبيعي - بقاء الأصلح للحياة وانقراض ما عداه. ويتهكم الخولي من رد النظرية إلى القول الدارج: إن الإنسان أصله قرد! ولا يفوته تعداد مواطن القصور المعروفة فيها.
Bog aan la aqoon