Amin Khuli
أمين الخولي والأبعاد الفلسفية للتجديد
Noocyada
28
لذلك كان من السهل أن يبلغ التجديد الديني معه مقولة «التطور» ذاتها؛ ليكون طبيعيا متأصلا سائرا نحو الأصلح والأكمل والأكثر بقاء.
والواقع أن بحثنا هذا في تجديد الفكر الديني عند الخولي، قد انطلق أصلا من تلكم النقطة شديدة الأهمية والتميز في ميراثه، ألا وهي تشغيله الحذر البارع لمقولة التطور والانتخاب الطبيعي ... النشوء والارتقاء والبقاء للأصلح.
نظرية التطور - كما هو معروف - مجرد نظرية بيولوجية؛ أي محاولة لوصف وتفسير نشوء ظاهرة الحياة على سطح، وارتقائها عن طريق الانتخاب الطبيعي - حتى بلوغها الشكل الراهن. وعلى الرغم من أنها من الوجهة العلمية البيولوجية تحوي ثغرات ومواطن قصور جمة،
29
كما أوضح كثيرون، من أكفئهم فيلسوف العلم البارز كارل بوبر
K. Popper (1902-1994)، فإنها - بتعبير بوبر نفسه - برنامج بحث ميتافيزيقي ممتاز،
30
وحتى هذه اللحظة لا يوجد بديل لها، وأبدت خصوبة وفعالية فرضتا التسليم بها كنظرية عامة لسائر علوم الحياة، فضلا عن خصوبتها في مجالات أخرى عديدة، تتجاوز كثيرا ظاهرة الحياة، كما سنرى مع أمين الخولي لا سواه.
بادئ ذي بدء نرى أمين الخولي في صدر شبابه يوفد إماما للمفوضية المصرية في روما ثم في برلين. وفور عودته من ألمانيا عام 1927 انتدب للتدريس في الأزهر، فيلقي على طلاب كلية أصول الدين محاضرات في التاريخ العام لفلسفة الأخلاق، أو كما أسماها الفلسفة الأدبية.
Bog aan la aqoon