Amali Ithnayniyya
الأمالي الاثنينية
Noocyada
فلما كان في الليلة الثالثة انتبهت في بعض الليل لأقضي حاجة وأصلح شيئا من شأني فإذا أنا برجل عليه ثياب خضر تتلمع نورا قاعدا عند رأسه يقبل بين عينيه، قالت: فأنبهت صاحبي رويدا وقلت له: انظر إلى العجب العجيب، قال: اسكتي واكتمي شأنك فهذه ليلة ولد هذا الغلام قد أصبحت أخبار الدنيا قياما على أقدامها، لايهنها عيش النهار ولا نوم الليل وما رجع أحد في هذه البلاد أغنى منك، قالت: فلما أن كان في اليوم الثالث ودع الناس بعضهم بعضا وودعته أمه آمنة، ثم ركبت أتاني وحملت النبي عليه السلام بين يدي، قالت: فكنت أنظر إلى الأتان فسجد ثلاث سجدات نحو الكعبة وترفع رأسها إلى السماء، ثم مرت حتى سبقت دواب القوم ورجالهم فكان النساء يعجبن مني، وينادوني من ورائي: يا حليمة بنت ذؤيب، أليس هذه أتانك التي ركبتيها وأنت جائية من البلاد معنا فكانت ترفعك طورا وتضعك أخرى؟، فتقول: بلى إنها لهي هي؛ فيعجبن مني، ويقلن: إن لها لشأنا عظيما، قالت: فكنت أسمع أتاني ينطق ويقول: إي والله إن لي لشأنا ثم شأنا بعثني الله بعد موتي ورد علي سمني بعد هزالي، ويحكن يا نساء بني سعد إنكن لفي غفلة عني أتدرون من علي ؟ علي خاتم النبيين وسيد المرسلين، وخير جبلة الأولين والآخرين، وحبيب رب العالمين، قالت: ومرت حتى سبقت دوابهم ورحالهم، فلم أكن أنزل من منازل بني سعد إلا أنبت الله فيه عشبا وخيرا كثيرا.
Bogga 68