163

Amali

الأمالي

Baare

عبد السلام هارون

Daabacaha

دار الجيل

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

Goobta Daabacaadda

بيروت

لنَنْظُر إِلَى مجانين وصفوا لنا فِيهِ، فَرَأَيْت مِنْهُم عجائب حَتَّى انتهينا إِلَى شَاب جَالس حجرَة مِنْهُم نظيف الْوَجْه وَالثيَاب على حَصِير نظيف بِيَدِهِ مرْآة ومشط وَهُوَ ينظر فِي الْمرْآة ويسرح لحيته فَقلت مَا يقعدك هَا هُنَا وَأَنت مباين لهَؤُلَاء فَرفع طرفا وأمال آخر وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
اللَّه يعلم أنني كمد ... لَا أَسْتَطِيع أبث مَا أجد
نفسان لي نفس تقسمها ... بلد وَأُخْرَى حازها بلد
وَإِذا المقيمة لَيْسَ ينفعها ... صَبر وَلَيْسَ لأختها جلد
وأظن غائبتي كشاهدتي ... بمكانها تَجِد الَّذِي أجد
فَقلت لَهُ أَرَاك عَاشِقًا قَالَ أجل، قلت لمن؟ قَالَ إِنَّك لسؤول قلت محسن إِن أخْبرت؟ قَالَ إِن أبي عقد لي على ابْنة عَم لي نِكَاحا فَتوفي قبل أَن أزفها وَخلف مَالا عَظِيما فَقبض عمي على جَمِيع المَال وحبسني فِي هَذَا الدَّيْر وَزعم أَنِّي مَجْنُون وقيم الدَّيْر فِي خلال ذَلِك يَقُولُ لنا احذروه فَإِنَّهُ الْآن يتَغَيَّر. ثمَّ قَالَ لي بِاللَّه أَنْشدني شَيْئا فَأَنِّي أَظُنك من أهل الْأَدَب فَقلت لرفيقي أنْشدهُ فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
قبلت فاها على خوف مخالسة ... كقابس النَّار لم يشْعر من الْعجل

1 / 162