[إملاء ٦٦]
[وضع الظاهر بدلا من الضمير في قوله تعالى: ﴿ثم استخرجها من وعاء أخيه﴾]
وقال أيضًا ممليًا بدمشق سنة اثنتين وعشرين على قوله تعالى: ﴿ثم استخرجها من وعاء أخيه﴾ (١): إنما حسن إظهار الوعاء وكان القياس أن يقول: ثم استخرجها منه، لتقدم ذكره، لأنه لو قيل: ثم استخرجها منه، لأوهم أن يكون الضمير للأخ نفسه فيصير كأن الأخ كان مباشرًا بطلب خروج الوعاء، ولم يكن الأمر كذلك، لما في المباشرة من الأذى الذي تأباه النفوس الأبية، فأعيد بلفظ الظاهر لنفي هذا التوهم. وإنما لم يضمر الأخ فيقال: ثم استخرجها من وعائه، لأمرين: أحدهما: أن ضمير الفاعل في (استخرجها) ليوسف ﵇. فلو قال: من وعائه، لتوهم أنه ليوسف، لأنه أقرب مذكور، فأظهر دفعًا لذلك. الثاني: أن الأخ مذكور مضافًا إليه، ولم يذكر (٢) فيما تقدم مقصودًا بالنسبة الإخبارية. فلما احتيج إلى إعادة ما أضيف إليه أظهر أيضًا. والله أعلم بالصواب.
[إملاء ٦٧]
[عود الضمير في قوله تعالى: ﴿وإن كنتم من قبله لمن الضالين﴾]
وقال أيضًا ممليًا بدمشق سنة سبع عشرة على قوله تعالى: ﴿واذكروه كما
(١) يوسف: ٧٦.
(٢) في د: يذكره. والأصوب ما أثبتناه.