152

روى أصحابنا عن المعروف بأبي بكر محمد بن موسى البخاري،

قال: دخلت على الحسين بن علي الآملي المحدث، وكان في الوقت الذي كان الناصر للحق الحسن بن علي عليه السلام في بلاد الديلم بعد، وقد احتشد لفتح آمل، وورودها، والحسين بن علي هذا يفتي العوام بأنهم يلزمهم قتال الناصر للحق عليه السلام، ويستنفرهم لحربه، ومعاونة الخراسانية على قصده، وزعم أنه جهاد، ويأمرهم بالتجهيز، وعقد المراكب، كما تفعل الغزاة.

قال: فوجدته مغتما، فقلت له: أيها الأستاذ، مالي أراك مغتما حزينا، فألقى إلي كتابا ورد عليه، وقال: اقرأه. فإذا هو كتاب الناصر للحق عليه السلام، وفيه: يا أبا علي، نحن وإياكم خلف لسلف، ومن سبيل الخلف اتباع السلف والإقتداء بهم، ومن سلفكم الذين تقتدون بهم من الصحابة: عبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلمة، وأسامة بن زيد، وهؤلاء لم يقاتلوا معاوية مع على بن أبي طالب عليه السلام ، مع تفضيهم عليا عليه السلام، تأولا منهم أنهم لا يقاتلون أهل الشهادتين، فأنت يا أبا علي سبيلك أن تقتدي بهم، ولا تخالفهم، وتنزلني منزلة معاوية على رأيك، وتنزل عدوي هذا ابن نوح منزلة على بن أبي طالب عليه السلام، فلا تقاتلني كما لم يقاتل سلفك معاوية، وتخل بيني وبينه كما خلى سلفك بينهما، فتكف عن قتال أهل الشهادتين، كما كف سلفك، وتجنب مخالفة أئمتك، الذين تقتدي بهم، ولا سيما فيما يتعلق بإراقة الدماء، فافهم يا أبا علي ما ذكرت لك، فإنه محض الإنصاف.

Bogga 152