Amali
أمالي أبي طالب ع
Noocyada
ويعجبني المرء الكريم نجاره
يعين علي الأمر الجميل فإن يرى
أخبرنا أبو العباس الحسني، قال: حدثنا محمد بن جعفر القرداني، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن حنان(1) بن سدير، عن أبيه،
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، قال: كان أبي علي بن الحسين إذا حضرت الصلاة يقشعر جلده، ويصفر لونه، وترتعد فرائصه، ويقف تحت السماء ودموعه على خديه، ويقول: لو علم العبد من يناجي ما انفتل.
ولقد برز يوما إلى الصحراء فتبعه مولى له، فوجده قد سجد على حجارة خشنة، قال مولاه: فوقفت وأنا أسمع شهيقه وبكاءه. قال: فأحصيت ألف مرة، وهو يقول لا إله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله تعبدا ورقا، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا. ثم رفع رأسه من سجوده، وإن لحيته ووجهه قد غمرا بالماء من دموع عينيه، فقال له مولاه: يا سيدي، أما آن لحزنك أن ينقضي ولبكائك أن يقل؟ فقال له: ويحك، إن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام كان نبيا ابن نبي ابن نبي له أحد عشر ابنا فغيب الله عنه واحدا منهم، فشاب رأسه من الحزن، واحدودب ظهره من الغم، وذهب بصره من البكاء وابنه حي في دار الدنيا، وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من أهلي مقتولين صرعى فيكف ينقضي حزني ويقل بكائي.
حدثني مشائخنا، فقالوا:
كان أبو الغمر هارون بن محمد الشاعر يكتب عن الداعي الحسن بن زيد كتابا إلى محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر، فلما فرغ منه نظر فيه، فقال له: الحق به ما أقوله، وأملى عليه أبيانا أنشأها على البديهة وهي:
بالسيف نعلو جماجم الكفرة
هاتى وهاتاك بيعة الشجرة
خاتمة والقضيب والحبرة
تليه منا عصابة طهرة
وأظهرت فيه فسقها الفجرة
لا عيب في ديننا ولا أثره
يا قومنا، بيعتان واحدة
ردوا علينا تراث والدنا
وبيت ذي العرش سلموه لنا
Bogga 136