وا حزناه.! لقد كانت الأسابيع التالية أسوأ ما مر بي من عهود الحياة، ولم أكن أدري علام تنتهي هذه الملمة التي وقعت بي، وحاولت مرة أن أتملى من وجه الطفلة، فأذن لي المحامي الموكل عن زوجي برؤيتها في محضره ومع بعض رجال الشرطة، وكانت تحملها مربية، فما كادت الطفلة تراني حتى اضطربت وبكت وجعلت تصيح: أماه.! أماه، خذيني إليك ...
لقد كان ذلك مشهدا فتت كبدي على مرأى فلذته تبكي، وأعقب ذلك موقفنا في ساحة القضاء، وكان المحامي عن زوجي رجلا مدرها مفوها، فراح يدلل أمام القضاء على أنني اختطفت الطفلة، وأنني أخون زوجي مع رجل آخر، وجاء بأشهاد شهدوا على خيانتي، فلما طلب إليهم أن يعينوا عشيقي، كدت أخر مغشيا علي، إذ سمعتهم يذكرون الطبيب.
أواه.! كيف يحدث ذلك أيها الناس، باسم العدالة.! لقد كانت تلك كلها أكاذيب وفريات مصطنعة.
وانتهت المحاكمة، وقضى القضاء له بأخذ ابنتي ...
وكانت هذه الملمة سببا في التقريب بيني وبين ذلك الطبيب الرحيم، وهو اليوم يعلم أنني أحببته فيما مضى من زماني، ولم يكن يومئذ بحبي عليما ...
وكان زواجنا بعد أشهر معدودات ...
حب بلا نسل
انفرطت عدة أعوام منذ وقعت أحداث هذه القصة، ولكني لا أزال أشعر بالتهيب والخوف، وأنا الساعة أدون الوقائع وأقص النبأ، وأسرد الحقائق التي ظلت إلى اليوم مختبئة في صندوق فؤادي، لا يعلم أحد بسرها، ولا يدري مخلوق بخافيتها، ولم أعترف لأحد يوما بها، ولا كاشفت طبيبا بآلامها، ولا فزعت إلى محام أستنصحه في أمرها، ولا بثثت ما في أعماق النفس من مواجعها لصاحب ولا صديق.
لقد كنت أريد أن أحمل قصتي هذه معي إلى العالم الآخر، حيث صلاح كل شيء فسد في الأرض، ومآب كل سر، ومعاد النفس وما تخفي وما تعلن.
ولكن لماذا جئت إذن إليكم أقصها ...؟؟
Bog aan la aqoon