فأجابت في صراحة رهيبة جليلة: كلا!
فبدهني هذا الجواب وصعقت له، ولم أستطع أن أصدق أن هذه الفتاة البريئة النظرات العفة السمات التي أصابت منا جميعا مكان الإعجاب، هي ... يا لعنة السموات!
قلت: حدثيني كيف كان ذلك ...
فمضت في رفق وعلى فترات صمت كأن كل كلمة تفتح في النفس جرحا وتستثير عذابا أليما، تحدثني بقصتها الأليمة وكيف أن لها طفلة أتمت الحول الأول أو قرابته.
وجلست بعد أن فرغت من حديثها شارد النظر سابح المخيلة في أودية التفكير.
قلت أخيرا: أتقولين إنه كان متزوجا بك لو أنه عاش وأنسأ الله في أجله.
قالت: ذلك كان قوله، وكنت أحسبه على الأيام فاعلا لو لم تعجله المنون فتخترمه.
وأمسكت فلم تزد، ولم تدفع عنها تهمة، ولا حاولت أن تعتذر بنزق الشباب، أو تتشفع بظروف مخففة.
ولكني أدركت فيما تلا من الأيام شيئا كثيرا عن حياتها الماضية، وعرفت أنها كانت صادقة فيما حدثتني به، وكانت ترقب الزواج بذلك الرجل لولا أن القدر خدعها في أمنية فؤادها.
وأنا اليوم قادر كل تلك الظروف التي اجتازتها تلك الفتاة المسكينة حق قدرها، ولكني في تلك الأيام كان كل رأيي فيها أنها امرأة ملوثة دنسة لا تصلح لمثلي زوجا، أما امتلاكها فذلك أمر آخر، وأما الاستحواذ عليها فلا بأس منه ولا ضير.
Bog aan la aqoon