التوسط والاقتصاد
التوسط والاقتصاد
Daabacaha
دار ابن القيم للنشر والتوزيع
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
Goobta Daabacaadda
الدمام
Noocyada
أنْ تُحْتَرم هذه الأشياءُ وتُعظَّم، وليخشع عند آياتِ الله إيمانًا بالله ورسوله وتعظيمًا لآياته.
والخائض الَّلاعب منتقصٌ لها ... قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة ﵀: فقد أخبر أنَّهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم: إنَّما تكلَّمْنا بالكفر من غيرِ اعتقادٍ له، بل إنَّما كنَّا نخوضُ ونلعب، وبيَّن أنَّ الاستهزاء بآياتِ الله كفرٌ ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدرًا بهذا الكلام، ولو كان الإيمان في قلبه لمنعَه أنْ يتكلَّم بهذا الكلام، والقرآن يبيِّن أنَّ إيمانَ القلب يستلزم العملَ الظَّاهر بحسبه» (١) .
وقال أيضًا:
«... وأمَّا الكفر فهو الامتناعُ من الدُّخول في الإسلام أو الخروج منه واختيارُ دينٍ غير دين الله إمَّا تكبُّرًا وعنادًا، وإمَّا حميَّةً لدين الآباء والأجداد وإمَّا طمعًا في عرَضٍ عاجل من مالٍ أو جاهٍ أو منصبٍ ... ويكون الكفر بالعمل كالذَّبح لغير الله والسُّجود لغير الله وعمل السِّحر وتعلُّمه وتعليمِه كما قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلهِ رَبِّ الْعَالمِينَ (١٦٢) لا شَرِيكَ لهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (١٦٣) ﴿(٢)﴾ يَاأَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لعَلكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (٣) فمن صرف شيئًا من هذه الأعمال لغير الله فإنَّه يكون مشركًا
(١) "الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد" (ص ٨٠-٨١) . دار الذخائر ط ١٤١٤هـ. (٢) سورة الأنعام: ١٦٢. (٣) سورة الحج: ٧٧.
1 / 144