39

التعليقات السنية على العقيدة الواسطية

التعليقات السنية على العقيدة الواسطية

Daabacaha

دار الأماجد

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Goobta Daabacaadda

الناشر المتميز

Noocyada

اسمه؛ قال العَلَّامة محمد بن إبراهيم: «المعنى: لا يُساميه أحدٌ، أو لا يستحق مثل اسمه، وكلا المعنيين راجع إلى الآخر؛ لكون اسمِه تعالى دالًّا على الكمال، والخلقُ- وإن كان لهم نوعُ كمالٍ- فإن الله هو الذي أكسبهم إيَّاه» (^١).
والكفءُ: هو المكافئُ، والله ﷾ يقول عن نفسه: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ٤]، و﴿كُفُوًا﴾: نَكِرَةٌ في سياق النفي، فتفيد العموم.
والنِّدُّ: هو النظير؛ قال تعالى: ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢٢].
قال العلامة السِّعْدي ﵀ في تفسيره: «﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا﴾ أي: أشباهًا ونُظَرَاءَ من المخلوقين، فتعبدونهم كما تعبدون الله، وتُحِبُّونَهُم كما تحبونه، وهم مثلكم مخلوقون ومرزوقون مدبَّرون، لا يملكون مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، ولا ينفعونكم ولا يضرون.
﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ أن اللهَ ليس له شريكٌ ولا نظيرٌ، لا في الخلق والرزق والتدبير، ولا في ألوهيته والكمال، فكيف تعبدون معه آلهةً أخرى مع علمكم بذلك؟! هذا من أعجب العجب وأَسْفَهِ السَّفَه» (^٢).
ثم قال المصنف ﵀: «ولا يُقاس بخلقه ﷾؛ فإنه سبحانه أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ وبغيرِه، وأصدق قِيلًا، وأَحْسَنُ حديثًا من خلقه».
لأنَّ الله- ﷻ ليس له مَثيل حتى يُقاس عليه، وعقول البشر لا يمكن أن تستقلَّ بمعرفة الله تعالى استقلالًا؛ لأنها قاصرة عاجزة،

(^١) «شرح العقيدة الواسطية (ص ٣٠).
(^٢) «تفسير السعدي» (ص ٤٤).

1 / 45