59

التائهون

التيه والمخرج

Daabacaha

مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Goobta Daabacaadda

الجيزة - مصر

Noocyada

والواقعات أولًا. ومن الغريب أن يتفطن إلى ذلك الحيوان -هدهد سليمان- ويعلم أن التوحيد قبل كل شيء: ﴿وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ... أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ ...﴾ [النمل: ٢٤]، ولا يتفطن إلى ذلك كثير من الدعاة. وأما دعوة سيد الرسل -عليهم الصلاة والسلام- فمما لا تخفى على مسلم، وأنه مَكَثَ ﷺ في مكة ثلاثة عشر عامًا، يدعو إلى التوحيد، وفي التوحيد، وللتوحيد، وبالتوحيد، مع ما كان عليه من خُلُقٍ عظيم، يدعو إليه بعمله أحيانًا، وبقوله أحيانًا. وَلَمَّا أرسل ﷺ معاذًا إلى اليمن، قال له: «إنك تأتي قومًا أهل كتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فَإِنْ هُمْ أطاعوا لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات ...» الحديث (١). وإذا كان التوحيد قبل الصلاة، والزكاة ... أفلا يكون قبل السياسات والواقعات؟ وإذا تأملت هذا، وتأملت حال الجماعات الإسلامية ودعوتها، عَرَفْتَ من هي الجماعة الأحق بالطائفة المنصورة. هل هي الجماعة التي تُرَبِّي أتباعها على السياسة؟ ! أم الجماعة التي تربي أصحابها على التوحيد، وتغرس في نفوسهم التأصيل؟ وهل هي الطائفة التي تُرَبِّي أتباعها على الولاء للظَّلَمَةِ، والخضوع للْكَفَرَةِ؟ !

(١) مسلم (١/ ٥٠).

1 / 59