26

الصوم جنة

الصوم جنة

Noocyada

ولم ينزل قوله تعالى: ﴿مِنَ الْفَجْرِ﴾، [البَقَرَة: ١٨٧] فتبيَّن بذلك أن المقصود بالخيطين: خيط النهار وخيط الليل عند الفجر إذا اعترضا في الأفق - كما ذُكِر آنفًا - من بيان رسول الله ﷺ ذلك بقوله: «إنما هو سواد الليل وبياض النهار»، ومن تمثيله ﷺ لصورة الفجر الصادق بأصابعه الشريفة، وبإحالة المسلمين إلى سماع أذان عبد الله ابن أم مكتوم ﵁، فهو المُعْلِم بدخول الفجر الصادق، وليس أذان بلال بن رباح ﵁، وقد كان يؤذِّن بليل. قال رسول الله ﷺ: «إن بلالًا يؤذِّن بليلٍ، فكلوا واشربوا حتى يؤذِّن ابن أم مكتوم» (٢٠) . ومما يجدر ذِكره - في ختام هذا المبحث - أن صيام يوم عاشوراء، لم يزل مشروعًا مأمورًا به على سبيل الندب، بعد أن خيَّر النبيُّ ﷺ بصيامه بعد افتراض رمضان، ومما يدلُّ عليه قولُ النبيِّ ﷺ: «هذا يوم عاشوراء، ولم يكتبِ الله عليكم صيامَه، وأنا

(٢٠) أخرجه البخاري؛ كتاب: الأذان، باب: الأذان قبل الفجر، برقم (٦٢٣)، عن عائشة ﵂، وفي كتاب الصوم أيضًا بمعناه. ومسلم؛ كتاب الصيام، باب: بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر، برقم (١٠٩٢) عن عبد الله بن عمر ﵄. وقال البخاري ﵀: قال القاسم - يعني ابن محمد الراوي عن عائشة ﵂: ولم يكن بين أذانهما إلاّ أن يرقى ذا وينزل ذا. اهـ. ... ومعنى (إلا أن يرقى ذا وينزل ذا)، أي: إلاّ أن يعلو ابن أم مكتوم المكان الذي يؤذن عنده، وينزل بلال من المكان نفسه، فالوقت بين الأذانين - على ذلك - ليس متسعًا، كما لا يخفى.

1 / 30