29

السنة النبوية وحي - شيخة بنت مفرج

السنة النبوية وحي - شيخة بنت مفرج

Daabacaha

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

Noocyada

كان يغلب عليها الحياء منهن فكان لها من أمهات المؤمنين أعظم وسيط لدى رسول الله ﷺ يستوضح لها عن جواب سؤالها.
د - أمهات المؤمنين يبلغن الحديث عن رسول الله ﷺ:
ولاننس ما لزوجاته ﷺ من فضل كبير في تبليغ أحكام الدين ونشر السنن بين نساء المؤمنين ولاسيما ما كان من عائشة ﵂ التي كانت على مقدار عظيم من الذكاء والفهم، فقد كانت تسأله ﷺ وتناقشه في بعض المسائل التي قد تخفى عليها وتستوضح عن كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
فعن ابن أبي مُلَيْكة أن عائشة زوج النبي ﷺ كانت لا تسمع شيئًا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأن النبي ﷺ قال "من حوسب عذب، قالت عائشة أو ليس يقول الله تعالى: ﴿فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾ [الانشقاق:٨]، قالت فقال: إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب يهلك" (١) .
ولعل من الحكم التي لأجلها أباح الله للرسول ﷺ الزواج بأكثر من أربع قيام هؤلاء الزوجات بالتبليغ عنه ﷺ وبخاصة في الأمور التي لا توجد منه ﷺ بين أصحابه أو يستحيي من فعلها بينهم ولا يمكن الاطلاع عليها لأحد غير أمهات المؤمنين ﵅ لذلك نجد أصحاب رسول الله ﷺ من بعده إذا اختلفوا في شيء من الأحكام

(١) أخرجه البخاري ١/١٩٦، كتاب العلم، باب من سمع شيئًا فراجع حتى يعرفه، ح ١٠٣ وأخرجه مسلم ٤/٢٢٠٤، كتاب الجند، باب إثبات الحساب، ح ٧٩ (٢٨٧٦) .

1 / 29