211

القيامة الصغرى

القيامة الصغرى

Daabacaha

دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح

Lambarka Daabacaadda

الرابعة

Sanadka Daabacaadda

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

Goobta Daabacaadda

الكويت

Noocyada

رجل من أهل النصرانية الصليب، فيقول: غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين فيدقه، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة، وزاد بعضهم: " فيثور المسلمون إلى أسلحتهم، فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة " (١) .
فأنت ترى قوة المسلمين في ذلك الوقت، حيث إنهم يغزون وينصرون ويغنمون ويرجعون سالمين، وترى إلى أي مدى هم متمسكون بدينهم، فإن ذلك الصليبي عندما يرفع الصليب زاعمًا أن الانتصار الذي شارك المسلمون في تحقيقه كان للصليب، يقوم مسلم غيور على دينه فيدق ذلك الصليب ويكسره، وتثور العصابة التي تكون في ذلك الموقع من المسلمين إلى سلاحهم، ويقاتلون الروم - على الرغم من قلتهم في ذلك الموقع، ويشهد الرسول ﷺ لهم بأنهم شهداء، وأن الله أكرمهم بذلك، ويكون غدر الروم ذلك، وما جرى بعده سببًا في وقوع الملحمة.
الملحمة وفتح القسطنطينية:
والملحمة معركة كبيرة هائلة تقع بين المسلمين والصليبيين (٢)، وسببها هو السبب الذي أشار إليه الحديث السابق، وقد جاء أكثر من حديث يصف هذه المعركة وهولها، وكيف يكون صبر المسلمين فيها، ثم يكون النصر لهم على

(١) مشكاة المصابيح: (٣/١٨)، حديث رقم: (٥٤٢٨)، وقال محقق المشكاة الشيخ ناصر الدين الألباني: إسناده صحيح.
(٢) تدل الأحاديث النبوية أن الروم يكونون في آخر الزمان أكثر الناس عددًا، ففي مسند أحمد وصحيح ومسلم عن المستورد أن الرسول ﷺ قال: " تقوم الساعة والروم أكثر عددًا " صحيح الجامع الصغير: (٣/٥١) .

1 / 227