٤- رجال من الحكام الماضين ادعوا المهدية أو ادعاها لهم أقوام، وبعض هؤلاء رجال صالحون لقب الواحد منهم بالمهدي، لا على أنه ذلك المهدي الذي أخبر عنه الرسول ﷺ، بلا تفاؤلًا بأن يكون من الأئمة المهديين، الذين يقولون بالحق، وبه يحكمون، ومن هؤلاء المهدي الخليفة العباسي. وبعض الذين ادعوا المهدية من الحكام أو ادعيت لهم أقوام فجرة، مثل الملحد عبيد الله بن ميمون القداح المولود عام ٢٥٩هـ والمتوفى سنة ٣٢٢هـ، وكان جده يهوديًا ينسب إلى بيت مجوسي، انتسب زورًا وكذبًا إلى بيت رسول الله ﷺ، وادعى أنه المهدي الذي بشر به النبي ﷺ، وملك وتغلب، واستفحل أمره، واستولت ذريته على بلاد المغرب، ومصر، والحجاز، والشام، واشتدت غربة الإسلام ومحنته ومصيبته بهم، وكانوا يدعون الألوهية، ويدعون أن للشريعة باطنًا وظاهرًا.
وهم ملوك الرافضة القرامطة الباطنية أعداء الدين، تستروا بالرفض والانتساب كذبًا لأهل البيت، ودانوا بدين الإلحاد وروجوه، ولم يزل أمرهم إلى أن أنقذ الله الأمة منهم بصلاح الدين الأيوبي، فاستنقذ الأمة منهم وأبادهم. ومن هؤلاء مهدي المغاربة محمد بن تومرت ولد سنة ٤٨٥هـ وتوفي سنة ٥٢٤هـ، وهو رجل كذاب ظالم متغلب، وكان قد ادعى أنه المهدي الموعود، كان يودع طائفة من أصحاب القبور، ويأمرهم بإخبار الناس أنه المهدي، ثم يردم عليهم القبور في الليل، وهم أحياء حتى لا يكشف أمره (١) .
٥- مهدي الفرقة المدعوة بالكيسانية، وهم يزعمون أن المهدي هو محمد ابن الحنفية وأنه حي مقيم بجبل رضوى، وأنه بين أسدين يحفظانه، وعنده عينان
(١) المنار المنيف في الصحيح والضعيف لابن القيم: ص ١٥٣.