120

المشترك اللفظي في الحقل القرآني

المشترك اللفظي في الحقل القرآني

Daabacaha

موسسة الرسالة

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤١٧

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

وقد بيّنت سابقا أن المشترك اللفظي في القرآن الكريم، وضعت له مسمّيات أخرى، مثل الأشباه والنظائر، أو الوجوه والنظائر أو التصاريف، لأنه كما قدمت- لا نطلق على كلمات القرآن ألفاظا، لأن الألفاظ يرمى بها اللّسان، ويقذفها متى أراد، والقرآن الكريم لجلاله، وهيبته لا يرمى ولا يقذف، ولكن يقرأ ويتلى.
٢ - منهج المبرّد في كتابه:
١ - المبرد لم يلتزم بعنوان كتابه، لأنه بدأ كتابه بظاهرة الترادف الذي عبّر عنه بقوله: «اختلاف اللفظين والمعنى واحد وهذه ظاهرة أخرى تختلف عن ظاهرة المشترك اللفظيّ الذي سمّى كتابه به.
والدليل على ذلك قوله: «فأما اختلاف اللفظين، والمعنى واحد فقولك: «ظننت، وحسبت» و«قعدت، وجلست» و«ذراع وساعد» و«أنف ومرسن».
وتناول مع هذا أيضا ظاهرة اختلاف اللّفظين، واختلاف المعنيين حيث قال: «فأما اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين فنحو قولك:
«ذهبت وجاء» و«قام وقعد» و«يد ورجل» و«رجل وفرس» ولم يكتف بهذا بل ضمّ ظاهرة أخرى متحدّثا عنها بالإضافة إلى ما سبق، وهي ظاهرة الأضداد، فحينما تناول كلمة «جلل» بين أنها تكون للصّغير إذ يقول: «وقولهم: أمر جلل كقوله:
* كلّ شىء ما خلا الله جلل* (١) أي صغير.

(١) في الأضداد للأصمعي: ٩ أنشد لبيد:
كل شىء ما خلا الموت جلل* والفتى يسعى ويلهيه الأمل ولم أجده في الديوان.

1 / 129