المقدمة في فقه العصر
المقدمة في فقه العصر
Daabacaha
الجيل الجديد ناشرون
Lambarka Daabacaadda
الثانية
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م
Goobta Daabacaadda
صنعاء
Noocyada
(١) - قولنا «ومن فعل ذلك فهو غال»: لأنه استعمل على عمل عام فكتم منه شيئا خيانة، والنصوص تدل على وجوب أداء الأمانات، وهذه أمانة وإن قلت (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) (النساء: ٥٨) وهذا نص عام ولحديث عدى بن عميرة الكندي عند مسلم برقم ٤٨٤٨ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول «من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة». قال فقام إليه رجل أسود من الأنصار كأني أنظر إليه، فقال: يا رسول الله اقبل عنى عملك قال «وما لك». قال سمعتك تقول كذا وكذا. قال «وأنا أقوله الآن من استعملناه منكم على عمل فليجئ بقليله وكثيره فما أوتى منه أخذ وما نهي عنه انتهى» .. قال القاضي عياض في شرح حديث «من استعملناه على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة»: المخيط: الإبرة. وفيه تعظيم القليل من الغلول بقوله: (فليجئ بقليله وكثيره، فما أوتى منه أخذ) ذلك على قدر ما يراه الإمام له، من استحقاقه في عمله أو حاجته أو سابقته. وقد جاء أنه أباح لمعاذ قبول الهدية حين وجهه إلى اليمن ليجبر بها ما جرى عليه من التفليس، والظن بمعاذ أنه لا يقبل منها إلا ما طابت به نفس مهديه، وأنه ممن لا يصانع أحدا في حق من أجلها، فكانت خصوصا لمعاذ؛ لما علمه منه النبي ﷺ من النزاهة والورع والديانة، ولم يبح ذلك لغيره ممن لم يكن عنده بمنزلته، وحذر عليه ما قدمناه. انتهى كلامه، انظر إكمال المعلم شرح صحيح مسلم للقاضي عياض (٦/ ١٢٤).
1 / 63