المنتخب من وصايا الآباء للأبناء

Wael Hafiz Khalaf d. Unknown
83

المنتخب من وصايا الآباء للأبناء

المنتخب من وصايا الآباء للأبناء

Daabacaha

طُبع بدار جنا بالإسكندرية-دار الدعوة بمحرم بك

Goobta Daabacaadda

دار ابن القيم بالإسكندرية

Noocyada

التجارِب وذوي العقل والرأي والحكمة، ولا تُدخلن في مشورتك أهلَ الرَّفْه والبخل، ولا تسمعن لهم قولًا؛ فإن ضررَهم أكثرُ من نفعهم». «وليس شيء أسرع فسادًا لما استقبلت فيه أمر رعيتك من الشح. واعلم أنك إذا كنت حريصًا كنت كثيرَ الأخذ قليلَ العطية، وإذا كنت كذلك لم يستقم أمرك إلا قليلًا، فإن رعيتك إنما تعقد على محبتك بالكف عن أموالهم وترك الجَوْر عليهم. وَوَالِ مَن صافاك مِن أوليائك بالإفضال عليهم وحسن العطية لهم. واجتنب الشح، واعلم أنه أول ما عَصى الإنسانُ به ربَّه، وأن العاصي بمنزلة الخزي، وهو قول الله ﷿: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر:٩]، [التغابن:١٦]. فَسَهِّل طريق الجود بالحق، واجعل للمسلمين كلِّهم في فيئك حظًا ونصيبًا. وأيقن أن الجود أفضل أعمال العباد، فأَعِدَّه لنفسك خُلُقًا، وارضَ به عملًا ومذهبًا. وتفقد الجند في دواوينهم ومكاتبهم، وَأَدِرَّ عليهم أرزاقهم، ووسع عليهم في معايشهم، يذهب الله ﷿ بذلك فاقتهم، فيقوى لك أمرهم، وتزيد قلوبهم فى طاعتك وأمرك خلوصًا وانشراحًا، وحَسْب ذي السلطان من السعادة أن يكون على جنده ورعيته ذا رحمة في عدله وعطيته وإنصافه وعنايته وشفقته وبره وتوسعته،

1 / 83