Selective Synthesis
ثم قبل اسم «التطور الانبثاقي»
Emergent Evolution
لأنه أيسر على الأفواه وأقرب إلى الأذهان.
ولا فرق بين مورجان وزملائه «الانبثاقيين» في اعتبار العقل والحياة من خصائص المادة المستكنة فيها من أزل الآزال، ولكنه يخالف أكثرهم في إثبات الإرادة الإلهية مع إثبات الخصائص المادية، فيسأل غير مرة: وما الذي يخرج هذه الأطوار بعضها من بعض على هذا الترتيب العجيب؟ ويجيب غير مرة: إنه تدبير الإله أو توجيه الإله، فليست قوانين التركيب والانتقاء عنده بمغنية عن العناية الإلهية في نهاية المطاف. •••
أما ثاني الفلاسفة الثلاثة الذين يجمعون شتات المذهب فهو الأستاذ صمويل الإسكندر وقد أصبح اسم الإسكندر وحده علما عليه.
وهو من أبناء أستراليا، ولد في مدينة سدني 1855، وتخرج من جامعة ملبورن ثم من جامعة أكسفورد، حيث اشتهر بالألمعية والذكاء وأحرز كثيرا من الجوائز والمكافآت، وكانت الدعوة الفلسفية الغالبة في عهد دراسته هي دعوة هيجل يتممها مذهب دارون وتفسيرات هكسلي وسبنسر، فهي بهذه المثابة أقرب إلى الواقعية منها إلى المثالية التي اشتهر بها هيجل في عصره، ولهذا يعتبر الإسكندر من أساطين الواقعيين.
وهذا الفيلسوف هو أوسع أنصار الفلسفة «الانبثاقية» نطاقا في شروحه وتعليقاته وأبعدهم أمدا في نتائجه وأشدهم تطوحا في مزاعمه؛ لأنه يشمل الإله بأحكام مذهب التطور المنبثق، ويقول: إنه ثمرة من ثمراته هي الثمرة التالية لظهور «العقل» في الوجود، أو هي الثمرة التالية أبدا لأرفع الثمرات التي يترقى إليها التطور والإنبثاق، فكل ما وصلت المادة إلى طبقة من طبقات الارتفاع كانت الفكرة الإلهية هي الفكرة التالية لها أبدا بغير انتهاء.
فالإسكندر يجمع بين مذهب التطور ومذهب «هيجل» إذ يقول هيجل بأن الله هو «الوجود المطلق» الذي يتمثل في حدود الوجود المشهود، وأن العقل الإنساني هو آخر مثال وصل إليه الوجود في هذا التجلي الإلهي، فهو أرفع مثال.
وعند الإسكندر أن المادة ومظاهرها جميعا قد صدرت من مصدر واحد وهو الكون المؤلف من المكان والزمان، فليس المكان فراغا إلا إذا انعزل من الزمان، وليس الزمان عدما إلا إذا انعزل من المكان، ولكنهما إذا اجتمعا - وهما مجتمعان أبدا - نجمت الحركة، وهي أصل المادة وأصل جميع الموجودات.
Bog aan la aqoon