Allah, Koonka iyo Aadanaha
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
Noocyada
المحور السادس
التناص بين الكتب المقدسة
(2) القرآن والإنجيل (س):
إذا كانت الغاية من التناص بين الإنجيل والتوراة هي إثبات مسيحانية يسوع، فما هي الغاية من التناص بين القرآن وكلا الكتابين المقدسين؟ (ج):
لقد نزل القرآن في حاضنة ثقافية مسيحية-يهودية؛ ولذلك فقد قدم نفسه منذ البداية على أنه استمرار للوحي السابق وإضافة إليه:
نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل (آل عمران: 3)؛ فالوحي التوراتي والإنجيلي والقرآني هو وحي واحد يتتالى في الزمن وفق ما تقتضيه عوامل التغير. وهذا الوحي لم ينقطع منذ عهد نوح:
إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده (النساء: 163). ووحدة الوحي تستدعي التناص لأن القرآن خاطب أهل الوحي السابق بما يعرفونه من كتبهم، مستخدما هذا المعروف لديهم لإيصال الجديد الذي لا يعرفون. (س):
في العديد من السور القرآنية نلاحظ وجود جدل متوتر بين القرآن وعقائد النصارى؛ الأمر الذي يوحي بوجود خلافات عميقة ربما لا يفلح التناص في تسويتها. (ج):
أعود هنا إلى ما قلته في حديث سابق، عندما ميزت بين التناص وبين التشابه؛ فالجدل الذي عقده القرآن كان مع اللاهوت المسيحي وليس مع نصوص الإنجيل، أما التناص فقد أظهر أن الهوة بين الكتابين المقدسين ليست بالاتساع الذي يظنه البعض. وهذا التناص لا يقتصر على الأناجيل الأربعة وإنما يتعداها إلى تناص مع عدد من الأناجيل غير الرسمية والمدعوة بالمنحولة؛ لأن الكنيسة لم تقبلها في عداد الكتاب القانوني. وقد كانت هذه الأناجيل متداولة على نطاق واسع في العالم المسيحي ولدى مسيحيي الجزيرة العربية. (س):
لعل قصة ميلاد يسوع من أبرز نواحي التناص بين الكتابين! (ج):
Bog aan la aqoon