282

الكشف المبدي

الكشف المبدي

Baare

رسالتا ماجستير للمحققَيْن

Daabacaha

دار الفضيلة

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٢٢ هـ

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٢ م

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

﴿وتعاونوا على البرّ والتّقوى﴾ .
وأمّا ما لا يقدر عليه إلَّا الله؛ فلا يُستغاث فيه إلَّا به؛ كغفران الذّنوب، والهداية، وإنزال المطر، والرزق، ونحو ذلك؛ كما قال - تعالى ـ: ﴿ومَن يغفر الذّنوب إلَّا الله﴾، وقال: ﴿إنّك لا تهدي مَن أحببت ولكنّ الله يهدي مَن يشاء﴾، وقال: ﴿يا أيّها النّاس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السّماء والأرض﴾ . وعلى هذا؛ يُحمل ما أخرجه الطّبرانيّ في «معجمه الكبير»: أنّه كان في زمن النّبيّ ﷺ منافق يؤذي المؤمنين؛ فقال أبو بكر ﵁: قوموا بنا نستغيث برسول الله ﷺ من هذا المنافق؛ فقال ﷺ: «إنّه لا يُستغاث بي؛ وإنّما يُستغاث بالله»؛ فمراده ﷺ: أنّه لا يُستغاث به فيما لا يقدر عليه إلا الله، وأمّا ما يقدر عليه المخلوق؛ فلا مانع من ذلك؛ مثل: أن يستغيث المخلوق بالمخلوق ليعينه على حمل حجر، أو: يحول بينه وبين عدوّه الكافر، أو: يدفع عنه سبعًا صائلًا، أو لصًّا، أو نحو ذلك.
وقد ذكر أهل العلم: أنّه يجب على كلّ مكلف أن يعلم أن: لا غياث ولا مغيث على الإطلاق إلَّا الله ﷾، وأنّ كلّ غوث من عنده، وإذا حصل شيء من ذلك على يد غيره؛ فالحقيقة له - سبحانه ـ، ولغيره مجاز، ومن أسمائه: المغيث والغياث.
قال أبو عبد الله الحليميّ: الغياث هو المغيث، وأكثر ما يقال: يا غياث المستغيثين، ومعناه: المدرك عباده في الشّدائد إذا دعوه ومجيبهم ومخلّصهم، وفي خبر الاستسقاء في الصّحيحين: «اللهمّ أغثنا، اللهمّ أغثنا»، إغاثة وغياثة وغوثًا،

1 / 316