256

الكشف المبدي

الكشف المبدي

Baare

رسالتا ماجستير للمحققَيْن

Daabacaha

دار الفضيلة

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٢٢ هـ

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٢ م

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

بعباده الصّالحين، وهذا هو الغالب عند الإطلاق في كلام المتأخّرين - كالسّبكيّ والقسطلانيّ وابن حجر ـ.
وبالجملة: فما نقله - هنا - عمّن ذكر؛ ليس من مسألة النّزاع في شيء، وإن كابر العراقيّ وزعم أنّهم قصدوا دعاء الأنبياء والصّالحين والاستغاثة بهم أنفسهم، وأنّ هذا يسمّى (توسّلًا)؛ فهذا عين الدّعوى، والدّعوى يُحتجّ لها لا بها؛ فبطل كلامه على كلّ تقدير!
وأمّا قوله: «أو بأن يدعو الله كما في حال الحياة؛ إذ هو غير ممتنع»؛ فيُقال: هذا جرأة على الله وعلى رسوله، وتقدُّم إليه بما لم يشرعه ولم يأذن فيه، وأعلم الخلق به - أصحابه وأهل بيته وأئمّة الدّين من أُمّته - لم يفعل أحد منهم ذلك البتة، ولا نقله مَن يعتدّ به، وهم أعلم الخلق به وبدينه وشرعه وما يجوز وما يمتنع؛ فلا يخلو إمّا أن: تسلّم هذه المقامات؛ ويجزم بأنّ الخروج عن هديهم من أفضح الجهالات وأضلّ الضّلالات، أو: تسلّم تلك المقدّمات؛ ويُدّعى أنّ الخلف - الذين يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون - أحقّ بالصّواب والعلم والمتابعة في تلك المسائل والمقالات. وهذا انحلال عن جملة الدّين، وقدح في القرون المفضلة بنصّ سيد المرسلين، وكفى بهذا فضيحة وجهلًا لو كانوا يعلمون!
وأمّا قوله: «مع علمه [بسؤال مَن سأله]، والمستغيث يطلب من المستغاث به أن

1 / 290