211

الكشف المبدي

الكشف المبدي

Baare

رسالتا ماجستير للمحققَيْن

Daabacaha

دار الفضيلة

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٢٢ هـ

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٢ م

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

الخطّاب بالعباس عمّ النّبيّ ﷺ؛ حين أجدبوا، مع وجود قبر النّبيّ ﵊، والقصة مشهورة؛ فلا حاجة لنا بذكرها، وقد أقرّه الصّحابة على ذلك؛ فلو كانوا يعلمون أنّ في القرآن أو السُّنّة دليلًا على استحسان التّوسّل بالنّبيّ ﷺ والاستغاثة به بعد وفاته؛ لما ساغ لهم أن يتركوه ويعدلوا عنه، ويقرّوا أمير المؤمنين سيدنا عمر على قوله: «اللهمّ إنّا كنّا نتوسّل [إليك] بنبيّنا فتسقينا؛ والآن نتوسّل إليك بالعباس عمّ نبيّنا؛ فاسقنا»؛ فصحّ بهذا أنّ التّوسّل والاستغاثة [به ﷺ] كانا معروفين عند الصّحابة في حياته ﷺ، وأنّهما بمعنى: طلب الدُّعاء منه ﷺ، فلمّا قُبِضَ ﵊ فليس لنا أن نزيد في الدّين ونشرع فيه ما لم يأذن به الله؛ بل علينا أن نسأل الله ونقسم عليه بأسمائه وصفاته، ونتوسل إليه - تعالى - بصالح الأعمال؛ لقوله - تعالى ـ: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة﴾، ولحديث الثّلاثة الذين انطبقت عليهم الصّخرة وهم بالغار؛ فتوسّلوا إلى الله - تعالى - بصالح أعمالهم؛ فانفرجت عنهم. رواه مسلم.

1 / 244