الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية
الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية
Daabacaha
دار القلم
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م
Goobta Daabacaadda
بيروت - لبنان
Noocyada
فإن عجَزتم الآن -وستعجزون مستقبلا لا محالة- فاتقوا النار بالإيمان بالنبي ﷺ وطاعة الله تعالى. هذه النار التي حَطَبُها الناس والحجارة، أُعِدَّتْ للكافرين بالله ورسله.
قوله تعالى: ﴿فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا﴾ [البقرة: ٢٤]، "أي فإِن لم تقدروا على الإِتيان بمثل سورةٍ من سوره، وعجزتم في الماضي عن الإِتيان بما يساويه أو يدانيه، مع استعانتكم بالفصحاء والعباقرة والبلغاء" (١).
قال قتادة: "فإن لم تطيقوه" (٢).
قوله تعالى: ﴿وَلَن تَفْعَلُوا﴾ [البقرة: ٢٤]، "أي ولن تقدروا في المستقبل أيضًا على الإِتيان بمثله" (٣).
قال قتادة: " ولن تطيقوه" (٤).
قال ابن كثير: تحداهم القرآن" مع أنهم أفصح الأمم، وقد تحداهم بهذا في مكة والمدينة مرات عديدة، مع شدة عداوتهم له وبغضهم لدينه، ومع هذا عجزوا عن ذلك" (٥).
قوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا النَّارَ﴾ [البقرة: ٢٤]، "أي فخافوا عذاب الله، واحذروا نار الجحيم التي جعلها الله جزاء المكذبين" (٦).
قوله تعالى: ﴿وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [البقرة: ٢٤]، "أي اتقوا النار التي مادتُها التي تُشعل بها وتُضرم لإِيقادها هي الكفار والأصنام التي عبدوها من دون الله" (٧).
وقوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ الوَقود بالفتح الحطب، والوُقود بالضم التوقُّد، والحجارة من كبريتٍ أسود، وفيها قولان (٨):
أحدهما: أنهم يعذبون فيها بالحجارة مع النار، التي وقودها الناس، وهذا قول ابن مسعود (٩)، والسدي (١٠).
والثاني: أن الحجارة وقود النار مع الناس، ذكر ذلك تعظيمًا للنار، كأنها تحرق الحجارة مع إحراقها الناس.
قوله تعالى: ﴿أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: ٢٢٤]، "أي هُيّئت تلك النارُ وأُرصدت للكافرين الجاحدين، ينالون فيها ألوان العذاب المهين" (١١).
قال الطبري: " أعدّت النارُ للجاحدين أنّ الله رَبُّهم المتوحِّدُ بخلقهم وخلق الذين من قبلهم" (١٢).
قال ابن عباس: " أي لمن كان على مثل ما أنتم عليه من الكفر" (١٣).
وقد ذكروا في قوله تعالى ﴿أُعِدَّتْ للْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: ٢٢٤]، وجهين (١٤):
أحدهما: أنها وإن أعدت للكافرين، فهي معدة لغيرهم من مستحقي العذاب من غير الكافرين، وهي نار واحدة، وإنما يتفاوت عقابهم فيها.
والثاني: أن هذه النار معدة للكافرين خاصة، ولغيرهم من مستحقي العذاب نارٌ غيرها.
(١) صفوة التفاسير: ١/ ٣٥.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٢٤٣): ص ١/ ٦٤.
(٣) صفوة التفاسير: ١/ ٣٦.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٢٤٣): ص ١/ ٦٤.
(٥) تفسير ابن كثير: ١/ ١٩٩.
(٦) صفوة التفاسير: ١/ ٣٦.
(٧) صفوة التفاسير: ١/ ٣٦.
(٨) النكت والعيون: ٨٤ - ٨٥.
(٩) أنظر: تفسير الطبري (٥٠٥): ص ١/ ٣٨٢.
(١٠) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم (٢٤٥): ص ١/ ٦٤.
(١١) صفوة التفاسير: ١/ ٣٦.
(١٢) تفسير الطبري: ١/ ٣٨٢.
(١٣) أخرجه ابن أبي حاتم (٢٤٨): ص ١/ ٦٥.
(١٤) النكت والعيون: ٨٥.
2 / 123