الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

Abdullah Khadr Hamd d. Unknown
26

الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

Daabacaha

دار القلم

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

تدري ما هو، وكذلك كان يوحي اليه بمحضر من أصحابه فيعي ما يتلقاه، وهم لا يعلمون شيئا منه إلا تغيّر حال الرسول عما كان عليه قبل الوحي لأنه ﵇ كان يعتريه ثقل وشدة حال نزوله حتى أنه ليعرق في الوقت البارد، من عظم ما يلاقي من هيبة كلام الرب ﷻ (١). والوحي بمعناه اللغوي يتناول: ١ - الأوامر الإلهية للملائكة، كقوله تعالى: ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ﴾ [الأنفال: ١٢]. ٢ - تبليغ الملائكة للأنبياء، ومنه تبليغ الآيات إلى رسول الله ﷺ-بواسطة ملك الوحي جبريل ﵇ الموكل بالوحي كما ورد في قوله سبحانه: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: ٣ - ٤] (٢). وهذان الجنسان من أعلى وأعظم درجات الوحي. ٣ - الإلهام الفطري للإنسان، كالوحي إلى أُم موسى، والوحي للحواريين كما ورد في الآيات التاليات:: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص: ٧]، وفي قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ﴾ [المائدة: ١١١] (٣). ٤ - الإلهام الغريزي للحيوان، كالوحي إلى النحل، قال تعالى: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ﴾ [النحل: ٦٨] (٤). أي: " أنَّ الله سخرها عن طريق الغريزة أنْ تصنع هذه الأشياء العجيبة" (٥). ٥ - الإشارة السريعة برمز أو إيماء كما ورد رمزًا قوله تعالى: ﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾ [مريم: ١١]، فقد ذكر ابن كثير أن زكريا أشار إلى قومه إشارة سريعة ولم يتكلم (٦). وأما الإيماء، فمثاله قول الشاعر (٧): نظرت إليها نظرةً فتحيرت ... دقائق فكري في بديع صفاتها فأوحى إِليها الطرف أني أحبها ... فأثر ذاك الوحي في وجناتها ٦ - الكتابة، ومن ذلك قول لبيد (٨): فمدافعُ الرَّيَّان عُرِّي رَسْمُها ... خَلَقًا كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها

(١) انظر: بيان المعاني، عبد القادر بن ملّا حويش السيد محمود آل غازي العاني (المتوفى: ١٣٩٨ هـ)، مطبعة الترقي - دمشق، الطبعة: الأولى، ١٣٨٢ هـ - ١٩٦٥ م: ص ١/ ٥٤. (٢) للتفصيل أنظر: تفسير ابن كثير: ٣/ ٣٩٨. (٣) انظر: أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، نخبة من العلماء، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية، ط ١، ١٤٢١ هـ: ص: ١/ ١٢٣. (٤) انظر: أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، نخبة من العلماء، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية، ط ١، ١٤٢١ هـ: ص: ١/ ١٢٣. (٥) منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري: حمزة محمد قاسم: ١/ ٢٤. (٦) مختصر تفسير ابن كثير، محمد علي الصابوني، دار القرآن الكريم، بيروت، ١٤٠٢ هـ/١٩٨١ م، م ٢، ص ٤٤٤. (٧) البيتان دون نسبة في منار القاري: ١/ ٢٤، وبيان المعاني: ١/ ٥٤. (٨) ديوانه: ٢٩٧.

1 / 26