الجهاد في سبيل الله تعالى
الجهاد في سبيل الله تعالى
Daabacaha
مطبعة سفير
Goobta Daabacaadda
الرياض
Noocyada
النصير، وقال ﷾: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ (١)؛ ولهذا كان النبي ﵊ يدعو ربه في معاركه، ويستغيث به، فينصره، ويمدّه بجنوده، ومن ذلك أنه نظر ﷺ يوم بدر إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلًا، فاستقبل ﷺ القبلة، ورفع يديه، واستغاث بالله، وما زال يطلب المدد من الله وحده، مادًّا يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ (٢)، فأمدّه الله بالملائكة (٣)، وهكذا كان ﷺ يدعو الله في جميع معاركه، ومن ذلك قوله ﷺ: «اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب [مجري السحاب] [هازم الأحزاب] اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم وانصرنا عليهم» (٤)، وعن أنس ﵁ قال: كان رسول الله ﷺ إذا غزا قال: «اللهم أنت عضدي (٥)، وأنت نصيري، بك
_________
(١) سورة آل عمران، الآية: ١٢٦.
(٢) سورة الأنفال، الآية: ٩.
(٣) متفق عليه: البخاري، كتاب المغازي، باب قول الله تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ﴾، برقم ٣٩٥٣، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب الإمداد بالملائكة، برقم ١٧٦٣.
(٤) مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو، برقم ١٧٤٢، من حديث عبد الله بن أبي أوفى ﵄.
(٥) أنت عضدي: يعني عوني. سنن الترمذي، برقم ٣٥٨٤.
1 / 64