328

فلما أن سمع أبو بكر ذلك نزل عن المنبر، ودخل منزله [فمكث](1) لا يخرج إلى الناس ثلاثة أيام، فلما أن كان [في](2) اليوم الرابع أتاه، عمر، وعثمان، وعبد الرحمن بن عوف، وسالم مولى أبي حذيفة، والأشعث بن قيس، وأبو موسى الأشعري، وقنفذ مولى عمر، مع كل رجل منهم عشرة رجال شاهرين أسيافهم حتى(3) أخرجوه من منزله، وعلا المنبر فخطب، وجعلوا يدورون في (المدينة) وهم يقولون: والله لئن عاد أحد إلى مثلما تكلم به بالأمس لنعلونه بأسيافنا، فأمسك القوم عند ذلك ولم يردوا جوابا، حكاه الإمام أحمد بن سليمان في (حقائق المعرفة)

قلت: ويدل على صحة ما ذكره علي عليه السلام في (ب): خطبته المعروفة بالشقشقية، حيث قال: فبينا هو يستقيلها(4) في حياته إذ عقدها(5) لآخر بعد وفاته، وما رواه القاسم بن إبرهيم عليه السلام في (الكامل المنير في الرد على الخوارج): عن عبد الله بن بريدة قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبعة رهط وإناثا منهم فقال: ((أنتم شهداء الله في الأرض أديتم أم كتمتم))، ثم قال: ((يا أبا بكر قم فسلم على علي بأمرة المؤمنين)).

فقال أبو بكر: أعن أمر الله وأمر رسوله؟

قال: ((نعم))، فأتاه فسلم عليه.

فقال علي: أعن أمر الله وأمر رسوله.

قال أبو بكر: نعم هو الذي أمرني.

قال علي: اللهم اشهد، ثم أمر عمر بن الخطاب فقال مثل مقالة أبي بكر أعن أمر الله وأمر رسوله؟

قال: نعم، فأتاه فسلم عليه.

فقال علي: أعن أمر الله وأمر رسوله.

قال عمر: نعم.

Bogga 334