318

ما روى ابن خلكان: إن الملك الأفضل نور الدين علي بن الملك صلاح الدين يوسف بن أيوب كان أبوه قد ولاه البلاد، فلما مات أبوه وثب عليه عمه العادل، وأخوه العزيز، وهما أبو بكر، وعثمان، فأخذا منه (دمشق) ونازعاه، فكتب إلى الخليفة العباسي الملقب بالناصر فقال:

مولاي إن أبا بكر وصاحبه

وهو الذي كان قد ولاه والده

فخالفاه وحلا عقد بيعته

فانظر إلى حض هذا الإسم كيف لقى ... عثمان قد غصبا بالسيف حق علي

عليهما فاستقام الأمر حين ولي

والأمر بينهما والنص فيه جلي

من الأواخر ما لاقى من الأول

فجاءه جواب الخليفة العباسي يقول:

وافى كتابك يابن يوسف معلنا

غصبوا عليا حقه إذ لم يكن

فاصبر فإن غدا عليه حسابهم ... بالصدق تخبر أن أصلك طاهر

بعد النبي له ب(يثرب) ناصر

وابشر فناصرك الإمام الناصر

روي في (المصابيح) لأبي العباس الحسني: بإسناده إلى محمد بن يزيد بن ريحانة قال: لما بويع أبا بكر قعد عنه علي بن أبي طالب فلم يبايعه، وفر إليه الزبير، وطلحة، فصارا معه في بيت فاطمة عليها السلام، وقال كثير من المهاجرين والأنصار: إن هذا الأمر لا يصلح إلا لبني هاشم، وأولاهم به بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام لسابقته في علمه وقرابته، إلا الطلقاء وأشباههم فإنهم كرهوا لما في صدورهم من الإحن والضغائن.

Bogga 321