Ali Mudia
الجزء الأول
Noocyada
غزوة حنين ثم كانت غزوة حنين، وهو واد بينه وبين (مكة) ثلاث ليال قرب (الطائف)، سمى بحنين بن قانية بن مهلابيل من (جرهم)، وذلك أن أشراف (هوازن) و(ثقيف) حشدوا وجعلوا أمرهم إلى مالك بن عوف النظري، وهو ابن ثلاثين سنة فجاءوا بأموالهم ونسائهم [وأبنائهم](1) يريدون حرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى نزلو بأوطاس، فخرج إليهم رسول الله يوم السبت لست خلون من شوال سنة ثماني، وخرج معه أثنا عشر ألفا ومائتا فارس، منهم ألفان من أهل (مك،ة) واستعار من صفوان بن أمية دروعا كانت عنده، فقال صفوان: أغصبا يا محمد أم عارية؟ فقال (صلى الله عليه وآله): ((بل عارية مضمونة))، فأعاره مائة درع بما يصلحها من السلاح، واستخلف على (مكة) عتاب بن أسيد أميرا على من تخلف من الناس، وسار صلى الله عليه وآله وسلم حتى أتى المشركين بحنين راكبا بغلته دلدل، فحمل المشركون على المسلمين حملة رجل واحد، فانكشف المسلمون حتى بلغ أولهم (مكه)، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يركض بغلته نحو العدو، وهو يقول: ((أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب))، وعمه العباس آخذ بحكمة البغلة، وابن عمه أبو سفيان ابن الحرث بن عبد المطلب آخذ بركابه، وعلي عليه السلام يقاتل بين يديه، ولم يثبت معه صلى الله عليه وآله وسلم إلا نفر من بني هاشم، أما علي عليه السلام فقد تقدم [أنه] (2) وسط العدو يقاتل.
وذكر الإمام الحسن بن بدر الدين عليه السلام في (أنوار اليقين): أن الذين ثبتوا في ذلك المقام سبعة، فقال العباس بن عبد المطلب في ذلك اليوم:
نصرنا رسول الله في الحرب سبعة
وثامننا لاقى الحمام بسيفه ... وقد فر من قد فر منهم فاقشعوا
Bogga 262