248

سرية الخبط إلى حي من جهينة وكانت(1) سرية الخبط أميرها أبو عبيدة بن الجراح في رجب، ومعه ثلاثمائة رجل، إلى حي من جهينة بساحل البحر يسيرون على أقدامهم، ففنيت أزوادهم وأصابهم جوع شديد حتى كانوا يأكلون الخبط، ثم وجدوا حوتا بساحل البحر، يقال له: العنبر فأكلوا منه اثني عشرة ليلة، وأمر أبو عبيدة بضلع من أضلاعه فنصب ومر تحتها بعير برجله وراكبه، وكان يجلس في وقت عينه جماعة من الناس.

سرية خضرة من أرض محارب بنجد

ثم كانت سرية خضرة من أرض محارب بنجد، أميرها أبو قتادة الأنصاري، في شهر شعبان سنة ثماني في خمسة عشر رجلا إلى (غطفان)، فساروا ليلا وكمنوا نهارا، حتى أتوا ناحيتهم فهجموا على حاظر منهم عظيم وجردوا سيوفهم وكبروا، فقتلوا[رجالا](2) واستاقوا النعم، وحملوا الذرية حتى قدموا (المدينة) بمائتي بعير وألفي شاة، وسبي كثير.

سرية أبي قتادة إلى بطن أضم

ثم كانت سرية أبي قتادة إلى بطن أضم، وهي (ذي خشب) و(ذي مروة) على ثلاثة برد من (المدينة) في رمضان ومعه ثمانية رجال، وذلك حين هم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغزوة الفتح ليوهم أنه يريد تلك الناحية، فلقيهم عامر بن الأضبط الأشجعي، فسلم عليهم بتحية(3) الإسلام، فبدر إليه محلم بن جثامة الليثي فقتله لشيئ كان بينهوبينه وأخذ بعيره وسلبه، ثم لحقوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد علموا بمسيره فأدركوه بالسقياء، وفيهم نزل قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا}[النساء:94] الآية، وقيل: نزلت في غيرهم والله أعلم، ورفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يديه ثم قال: ((اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة)).

Bogga 251