Ali Mudia
الجزء الأول
Noocyada
قلت: وروى رزين بن معاوية في جامعه، أن سهيل بن عمرو، قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لما كاتبه في الصلح لا يدخل (مكة) السلاح، إلا السيف في القراب، وأن لا يمنع من أصحابه أحدا إن أراد أن يقيم بها، وعلى أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا، قال المسلمون: سبحان الله!! كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما!! قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((نعم، من ذهب منا إليهم أبعده الله، ومن جاء منهم ورددناه سيجعل الله لهم(1) فرجا)) فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يحجل في قيوده قد خرج من أسفل(2) (مكة)، حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال سهيل: هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلينا، فقال -صلى الله عليه وآله-: ((إنا لم ننقض الكتاب بعد)).
قال: فوالله، إذا لا أصالحك.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((فأجره لي)).
قال: ما أنا بمجير لك.
قال: ((بلى))، فافعل.
قال: ما أنا بفاعل.
قال مكررا: ((بلى، قد أجرناه لك)).
قال سهيل: لا، فقال أبو جندل أي معشر المسلمين، أرد إلى المشركين بعد أن جئت مسلما، ألا ترون ما قد لقيت، وقد كان عذب عذابا شديدا إلى آخر ما حكاه.
Bogga 233