Ali Mudia
الجزء الأول
Noocyada
وفي سيرة ابن هشام: ثم إن ثعلبة بن شعبة، وأسيد بن سعيد، وهم نفر من هذيل ليسوا من بني قريظة والنضير، نسبهم فوق ذلك هم بنو عم القوم، أسلموا في تلك الليلة التي نزلت فيها حكم قريظة على حكم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- ، وخرج في تلك الليلة عمرو بن سعدى القرظي، فمر بحرس رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- وعليهم محمد بن مسلمة تلك الليلة، فلما رأه قال: من هذا؟ قال: أنا عمرو بن سعدى، وكان عمرو قد أبى أن يدخل مع بني قريظة في غدرهم برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-، فقال: لا أغدر بمحمدا أبدا، فقال محمد بن مسلمة حين عرفه: اللهم، لا تحرمني عثرات الكرام، ثم خلى سبيله فخرج على وجهه حتى بات في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- ثم ذهب فلم يدر أين توجه من الأرض، ولما نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تواثبت الأوس، فقالوا: يا رسول الله، إنهم موالينا دون الخزرج، وقد فعلت في موالي إخواننا بالأمس ما قد علمت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ألا ترضون يا معشر الأوس، أن يحكم فيهم(1) رجل منكم)).
قالوا: بلى.
قال: ((فذلك إلى سعد بن معاذ))، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد جعل سعد بن معاذ في خيمة لامرأة من أسلم يقال لها: رفيدة في مسجده، وكانت تداوي الجرحى وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به صنعة من المسلمين، فلما حكمه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- في بني قريظة أتاه قومه فحملوه على حمار، ثم أقبلوا معه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم يقولون: يا أبا عمرو، أحسن في مواليك، فإن رسول الله إنما ولاك ذلك لتحسن فيهم، فلما أكثروا عليه ، قال: لقد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم، فرجع بعض من كان معه من قومه إلى دار بني عبد الأشهل فنعى لهم رجال بني قريظة قبل أن يصل إليهم سعد عن كلمته التي سمع منه.
Bogga 223