Ali Mudia
الجزء الأول
Noocyada
فلما قرئ الكتاب على رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، جرى الدمع في عينيه، وقال: ((يا معشر الأنصار، صهر الرجل إحدى يديه، وإن من ستر لرجل أنف ابنته أو خالته أو عمته فقد استوجب منه الكرامة بصلته، وهذا كتاب زينب فخذوا منها فداء زوجها)) فقام سعد بن عبادة سيد الخزرج، وسعد بن معاذ سيد الأوس فقالا: أتشاور يا رسول الله، وأنت ذو الغلبة في أمانتك، وآيم الله ما كنا لنقاتل قريشا أبد الدهر، وإنما سيفك علينا فأمنن على أبي العاص، وأما الفدية فحاشى لله أن نأخذ من زينب فداء، بل نضيف إلى ما أرسلت به فاخر أموالنا، فجزاهما النبي-صلى الله عليه وعلى آله-، ثم أطلق العاص، وأوصاه أن يرسل إليه ابنته زينب فلما وصل (مكة) أمر النبيصلى الله عليه وآله وسلم لأبنته زينب زيد بن حارثة، وأبا رافع، وقدما بها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة، وأسلم العاص بن الربيع بعد ذلك، ورد عليه ابنته زينب بالنكاح الأول.
وقال الحاكم في (السفينة): وبقي أبو العاص ب(مكة) قد فرق الإسلام بينهما، فلما كان قبيل الفتح جاء تاجرا من (الشام) ولقيه سرية من المسلمين فانهبوا ماله، وقدم هو (المدينة) فاستجار بزينب وأمنته، وردوا عليه ماله وأسلم، ورد عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زينب بنكاح جديد. انتهى.
قال ابن بهران: وروي أن صفوان بن أمية جعل لعمير بن وهب الجمحي إن قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يحمل دينه ويقوم بعياله، وحمله على بعير وجهزه، فقدم عمير (المدينة) ودخل المسجد متقلدا بسيفه يريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم: ((ما أقدمك يا عمير)).
قال: قدمت في أسير عندكم تفادونا فيه.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((فما بال السيف في عنقك)).
قال: قبحها الله من سيوف، وهل أغنت من شئ؟ إنما نسيته حين نزلت.
فقال رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم: ((أصدقني، ما أقدمك)).
Bogga 186