15

الحذر من السحر

الحذر من السحر

Daabacaha

مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

سليمان: لأطوفنّ الليلة على سبعين امرأةً تَحمِل كلُّ امرأة فارسًا يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: إن شاء الله، فلم يقل، ولم تحمل شيئًا إلا واحدًا ساقطًا أحد شقّيه، فقال النبي ﷺ: لو قالها لجاهدوا في سبيل الله» (١) . لكن عامّة المفسّرين على أن المراد بالجسد المذكور: شيطان، وهو المعتمد، والنقّاش صاحب مناكير] (٢) . والمسألة الثانية: وقع في رواية مسلم أن عدد النساء اللائي حلف سليمان ليطوفنّ بهنّ في ليلة: ستون امرأة، وعند البخاري سبعون، فما وجه الجمع بين الروايات في ذلك؟ [إن محصّل الروايات في ذلك أنهن: ستون، وسبعون، وتسعون، وتسع وتسعون، ومائة، والجمع بينها أن الستين كنّ حرائر، وما زاد عليهن كن سراري أو بالعكس، وأما السبعون فللمبالغة، وأما التسعون والمائة فكنّ دون المائة وفوق التسعين، فمن قال: تسعون ألغى الكسر - أي الزائد عن التسعين -، ومن قال: مائة جبر الكسر، ومن ثَمَّ وقع التردد في ذلك. وسليمان ﵇ كان له ألف امرأة؛ ثلاثمائة منهن صريحة - أي حرائر - وسبعمائة سريّة، أي من الجواري] (٣) . ٤- ... يقول تعالى: [البَقَرَة: ١٠٢] ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا﴾، فما وجه نفي الكفر عن سليمان ﵇، ولم يأت ذكر اتهامه بالكفر فيما سبق؟ [وجه ذلك: أن اليهود الذين اتبعوا ما تلته الشياطين على عهد سليمان ﵇، من سحر وكفر، قد نسبوا ذلك إلى سليمان ﵇، وزعموا أن

(١) متفق عليه من حديث أبي هريرة ﵁: أخرجه البخاري؛ كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: قول الله تعالى: [ص: ٣٠] ﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ *﴾، برقم (٣٤٢٤)، ومسلم؛ كتاب: الأيمان، باب: الاستثناء، برقم (١٦٥٤) . (٢) انظر: فتح الباري، لابن حجر (٦/٥٢٩ وما بعدها) . (٣) المرجع السابق (٦/٥٣١) .

1 / 20