Hal-xiraale Taariikheed oo Mucjiso leh
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Noocyada
لم يقرر أعضاء لجنة إليزابيث رسميا قط مصداقية الوثائق، وكذلك إليزابيث نفسها. بدلا من ذلك، قرروا أنه لا يوجد دليل على أن موراي أو ماري قد أتيا بفعل مشين. وكان ذلك غير منطقي وفقا للقانون، ولكن كان له مدلول سياسي، على الأقل على المدى القصير. واستطاع موراي العودة إلى اسكتلندا حيث تمكن من الاستمرار في الحكم باعتباره حليفا بروتستانتيا لإنجلترا. وظلت ماري في إنجلترا، وفي الواقع ظلت بالسجن، إلا أن إليزابيث على الأقل لم تصدر أي حكم ضدها من شأنه أن يثير حفيظة الكاثوليك سواء بالداخل أو بالخارج.
غير أن إليزابيث على المدى الطويل ظلت تواجه مشكلة. فما دامت ماري على قيد الحياة، فمن الممكن أن تظل محورا لمخططات الكاثوليك لاستعادة العرش البريطاني والاسكتلندي أيضا. وقد شاركت ماري طواعية في ثلاث على الأقل من هذه المؤامرات، تضمنت الأخيرة خطة لاغتيال الملكة البريطانية. وكانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة إلى إليزابيث؛ ففي وجود أدلة ساحقة على دور ماري في مكيدة الاغتيال، أمرت بإعدامها على مضض، بقطع رأسها في 8 فبراير 1587.
أما فيما يتعلق ببوثويل، فكانت نهايته أكثر ترويعا. فقد لجأ للدنمارك؛ حيث لم يكن الملك سعيدا برؤيته كما لم تكن إليزابيث سعيدة برؤية ماري. فألقى به الملك في حصن دراوسهولم، حيث قيد السجين بعمود في نصف طوله. وقادت الظروف القاسية بوثويل إلى الجنون، وظل كذلك حتى وفاته في أبريل 1578. •••
على مدار حياة إليزابيث، ظلت ماري تصور بطرق متناقضة تماما. فكانت في نظر الكتاب البروتستانت متآمرة كاثوليكية، وفي نظر الكاثوليك شهيدة بريئة. وبمجرد وفاة إليزابيث، ليخلفها جيمس نجل ماري، أفسحت هذه الرؤى المتناقضة مجالا لشيء أقرب لحل وسط، تمخضت عنه صورة، لا تزال مألوفة حتى اليوم، لبطلة رومانسية هزمها الحظ السيئ والحب التعيس.
وقد خدمت الصورة الجديدة جيمس على نحو جيد. فباعتباره ملكا بروتستانتيا يحكم دولتين بروتستانتيتين (إنجلترا واسكتلندا)، استطاع بمشقة أن يسمح لماري الشهيدة بالاستمرار كإلهام لأحلام وآمال الكاثوليك. في الوقت نفسه، كان يجد الوصف البروتستانتي الحاقد الذي وضعه بيوكانن ونوكس مستهجنا بالقدر نفسه؛ فقد كانت هذه والدته تلك التي كانوا يتحدثون عنها رغم كل شيء.
وهكذا ظهر حل وسط ملائم ولائق. ولكن على الرغم من أنه قد لبى الاحتياجات السياسية الراهنة، فقد طمر قضية كون خطابات الصندوق حقيقية أم مزيفة. وكما هو متوقع تماما، حاول جيمس أن يقضي على القضية بالتخلص من الدليل. وفي وقت مبكر من فترة حكمه، وبينما كانت الخطابات في حوزة حكومته، إذا بها قد اختفت ولم تقع عليها عين منذ ذلك الحين.
لم يمنع ذلك المؤرخين اللاحقين من التفكر بشأنها. وفي ظل عدم وجود أي دليل جديد، نزع معظمهم إلى ترديد نفس الحجج التي أثارها موراي وماري أمام أعضاء لجنة إليزابيث. وكان معظم مؤرخي القرن العشرين، الذين سردوا التناقضات في أساليب ومضامين الخطابات، يميلون نحو الاعتقاد بأنها مزيج من وثائق مزورة بشكل صريح وأخرى تم التلاعب فيها. ولكن مع اختفاء الخطابات الأصلية، لا يمكن إيجاد حل قاطع للغز الخطابات.
كان المؤرخون أقل ترددا للحكم على القضية الأهم الخاصة بدور ماري في مصرع هنري، والتي يوجد عليها الكثير من الأدلة خلاف خطابات الصندوق. ومعظم هذه الأدلة تجعل لماري صلة بالجريمة؛ فهناك تزلفها لهنري من أجل العودة إلى إدنبره، على الرغم من دوره في اغتيال ريتسيو ومعاناته من مرض الزهري، ومغادرتها المنزل قبيل ساعات فقط من الانفجار، وزواجها من بوثويل بعد شهور فقط من الحادث؛ كل ذلك يشير فيما يبدو إلى أن ماري كانت على علم بأن شيئا ما سوف يحدث. حتى لو لم تكن على دراية بمخطط تفجير كيرك أوفيلد، فلا بد أنها كانت تعلم أن شيئا ما يدور. علاوة على أن مشاركتها الحماسية في المخططات اللاحقة للتخلص من إليزابيث إنما تشير إلى أن ماري لم يكن لديها أي تأنيب ضمير إزاء الاغتيالات السياسية.
هذا لا يعني أنها كانت الوحش الذي صوره بيوكانن ونوكس. لقد كانت السياسة الملكية في القرن السادس عشر مجالا قذرا، ولم يكن سلوك ماري أقذر من سلوك العديد من نظرائها، بمن فيهم إليزابيث. كان الفارق أن إليزابيث مارست اللعبة بمهارة وكتب لها الفوز، ولم تستطع ماري، بكل ما كان لها من جمال وسحر، أن تساير ابنة عمها مطلقا.
لمزيد من البحث
Bog aan la aqoon