Hal-xiraale Taariikheed oo Mucjiso leh
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Noocyada
ذهب منتقدو كوسوك ورايشي إلى أنه مع امتداد هذا العدد الضخم من الخطوط في هذا العدد الضخم من الاتجاهات المختلفة، فإنها مجرد مصادفة أن يكون البعض منها في محاذاة مع الشمس. وصارت هناك حاجة لمقاربة أكثر منهجية.
كان هذا بالضبط ما عزم جيرالد هوكينز - حين وصل إلى بيرو في عام 1968 - على تقديمه؛ وبدا الرجل المناسب تماما لتلك المهمة. فقد كان فلكيا وليس عالم آثار، وكان تحليله الذي توصل إليه بمساعدة الكمبيوتر للمحاذاة السماوية في ستونهنج قد أقنعه بأن تلك الأطلال كانت يوما ما مرصدا فلكيا. فبدأ هوكينز مهمته بتخصيص فريق للتحليق فوق الصحراء والتقاط مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي استخدمت لوضع خريطة دقيقة للخطوط، ثم قام بتغذية الكمبيوتر بمواقع الشمس والقمر والنجوم المختلفة عبر الأفق، مع تعديلها بحيث يأخذ في الاعتبار التغيرات التي حدثت تدريجيا على مدار الألفي عام المنصرمة. وفي النهاية، وقع اختياره على 186 خطا من قسم معين من الصحراء.
وجد هوكينز أن 39 خطا من ال 186 قد تطابق كل منها مع أحد المواقع الفلكية. قد يبدو ذلك رائعا، ولكن مع كثرة المواقع الفلكية الموجودة للاختيار من بينها، كان ذلك فعليا خيبة أمل ضخمة . فقد أمكن التنبؤ بأن قرابة 19 خطا وافق المحاذاة مع المواقع الفلكية من منطلق المصادفة وحدها، والكثير من التوافقات الأخرى كانت في الواقع «مزدوجة»؛ حيث أدى خط واحد إلى انقلاب شتوي في اتجاه، وانقلاب صيفي في الاتجاه الآخر. أضف إلى ذلك أن أكثر من 80 بالمائة من الخطوط المختارة كانت تسير في اتجاهات عشوائية تماما.
ومن ثم خلص هوكينز، المؤيد الأكبر لوجود تفسير فلكي لستونهنج، إلى أن «نظرية تقويم الشمس والقمر والنجوم قد قضي عليها بواسطة الكمبيوتر» في نازكا. •••
في أوائل ثمانينيات القرن العشرين، قامت عالمة الآثار الكندية برسيس كلاركسون بجمع شظايا الفخار الموجودة بمحاذاة الخطوط، ثم قارنتها بالفخار المعروف مصدره من حقب متعددة من عصر ما قبل التاريخ البيروفي. وكان الاستنتاج المدهش الذي توصلت إليه هو أن بعض الشظايا (خاصة تلك القريبة من رسوم الحيوانات) يرجع تاريخها إلى ما بين عامي 200 قبل الميلاد و200 ميلاديا، في حين تطابقت الأخرى مع طراز فني ساد بعدها بألف عام تقريبا.
كانت النتائج بالنسبة إلى أولئك الساعين لإيجاد تفسير للخطوط مثيرة؛ فإذا كانت الرسوم والخطوط قد نقشت على مدار تلك الفترة الطويلة، وإذا كانت قد مثلت أعمال أناس من حقب مختلفة تماما، إذن فقد تكون أيضا قد خدمت مجموعة متنوعة من الأهداف. بعبارة أخرى، هناك أكثر من تفسير قد ينطبق على الخطوط، أو بالعودة إلى استعارة أفيني، لعل السبورة كانت مغطاة بأعمال لم تمح، ليس لحصة واحدة، بل للعديد من حصص الهندسة المختلفة.
كان للتفسيرات التالية التي ظهرت في أواخر ثمانينيات القرن العشرين صلة دائمة بالماء؛ ولا غرابة في ذلك بالنظر إلى ندرته في الصحراء. فقد ذهب عالم الأنثروبولوجيا يوهان راينهارد إلى أن بعض الخطوط ربما تكون قد ربطت نقاطا معينة في منظومة الري بأماكن العبادة، ربما كجزء من أحد طقوس الخصوبة. واتخذت تصاميم الطيور العديدة مدلولا جديدا، لا سيما أن مزارعي نازكا في العصر الحديث يفسرون رؤية طيور البلشون، أو البجع، أو الكوندور كدلالات لنزول المطر؛ وربما كان رسم الطيور والحيوانات الأخرى طلبا لهطول المطر.
لاحظ عالما أنثروبولوجيا آخران، هما أفيني وهيلين سيلفرمان، أن الخطوط تتلازم مع العديد من المواقع الجغرافية. فقد كانت معظم الخطوط مصممة في نفس الاتجاه الذي تدفق فيه الماء بعد العاصفة الممطرة الصحراوية النادرة، والعديد منها كان له نفس اتجاه المجاري المائية القريبة حيث كانت المياه تجري يوما ما. لم يكن أفيني وسيلفرمان يعتقدان أن الخطوط كانت مصارف ري - إذ كانت من الضحالة مما يتعذر معها أن تكون مصارف - ولكنهما اتفقا في الرأي مع راينهارد في وجود صلة شعائرية من نوع ما بين الخطوط والماء.
كذلك تعاون أفيني مع عالم آخر في الأنثروبولوجيا، هو توم زوداما - وهو خبير في شعب الإنكا الذين حكموا جزءا كبيرا من بيرو حين وصل الإسبان. أدرك زوداما أن كوزكو، عاصمة إمبراطورية الإنكا، صممت كشبكة من الخطوط المستقيمة التي تنطلق كشعاع من معبد الشمس، في منتصف المدينة. وكان للتصميم الشعاعي مدلول ديني واجتماعي للإنكا، وفقا للمؤرخين الإسبان الأوائل. وخلص زوداما وأفيني إلى أن التصميم الشعاعي للعديد من الخطوط الصحراوية قد أشار إلى أن سكان نازكا كانت لهم معتقدات مماثلة.
بحث عالم آخر في الأنثروبولوجيا، هو جاري أورتون، عن أشياء موازية في ممارسات السكان المعاصرين للقرى الجبلية بالقرب من كوزكو. فراح أورتون يصف كيف شارك أهل قرية باكاريكتامبو، أثناء احتفالات معينة، في طقس يتمثل في كنس الطرقات الطويلة الرفيعة للساحة العامة. ومن ثم لم يبد بعيدا عن مخيلة أورتون أن يتصور سكان نازكا القدماء وهم يؤدون طقسا مماثلا على الخطوط الصحراوية. •••
Bog aan la aqoon