Hal-xiraale Taariikheed oo Mucjiso leh
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Noocyada
بعد ذلك، وفي عام 1868، قام كالفرت بدعوة هاينريش شليمان - وهو مليونير ألماني زائر كان مولعا بهوميروس - على العشاء. وبات شليمان هو الآخر مقتنعا بأن حصارليك هي طروادة. وعلى عكس كالفرت، كان شليمان يملك المال للقيام بشيء حيال ذلك.
وفي عام 1870، بدأ هو وفريقه عملية الحفر. •••
كان شليمان يعتقد أن طروادة هوميروس بالغة القدم، حتى إنه لا يمكن العثور عليها إلا بالتنقيب بعمق في حصارليك. وعلى ذلك، قام بفتح مساحة هائلة من التل، ليصل مباشرة إلى الطبقة السفلية الصلبة. وأثناء الحفر، انزعج لعثوره على مقتنيات متعددة من العصر الحجري؛ إذ كان يفترض منطقيا أن يتم العثور على هذه الأشياء أسفل المدينة التي تعود للعصر البرونزي أو العصر الحديدي التي وصفها هوميروس. وفي مايو 1872، اعترف شليمان في يومياته أنه قد «وقع في حيرة»، إلا أنه استمر في الحفر.
بعدها، في مايو من عام 1873، اصطدم بالذهب بالمعنى الحرفي للكلمة. وبحسب روايته للقصة فيما بعد، كان شليمان يخشى رد فعل عماله تجاه مشهد الذهب. فأخبرهم أنه قد تذكر للتو أن اليوم هو يوم عيد ميلاده، وأن عليهم أن ينالوا جميعا فترة راحة، ثم اتصل بزوجته صوفيا، التي قامت بدورها بنقل الذهب سرا في شالها. ولم يتفحص الزوجان كنزهما إلا لاحقا، وكان يتجاوز كل أحلام شليمان. فكانت هناك مشغولات ذهبية ونحاسية رائعة، من بينها تاجان ذهبيان صنعا من آلاف القطع الصغيرة من خيوط الذهب، و60 قرطا و8750 خاتما من الذهب.
استنتج شليمان أن هذا الكنز - بما فيه مجوهرات هيلين - كان بالضرورة للملك بريام. وخمن لاحقا أن أحد أفراد العائلة المالكة قد أفرغ خزانة الكنز تزامنا مع نهب الإغريق للمدينة، ثم دفن الطروادي تعيس الحظ أسفل الأنقاض واحترقت المدينة. كما خمن أن المفتاح النحاسي الذي وجد بالقرب من الجواهر كان المفتاح الذي فتحت به الخزانة في وقت ما.
كان شليمان لا يزال قلقا بشأن سلامة الكنز؛ ما دفعه لتهريبه عبر الحدود إلى اليونان. ولكن لم تتقبل السلطات التركية هذا الأمر، فاقتادته إلى المحكمة. وفي عام 1875، وافق شليمان على دفع خمسين ألف فرنك للحكومة التركية، وفي المقابل أقر الأتراك بأنه الآن صاحب كنز فريد وقيم بلا جدال.
ولكن هل كان هذا هو «كنز بريام»، كما سارع شليمان بتسميته؟ اعترف شليمان سرا بأن لديه بعض الشكوك. فعلى الرغم من ضخامة الكنز، فإن ذلك لم يفسر غياب الأدلة الأخرى على أن حصارليك هي طروادة هوميروس. لقد وجد شليمان أطلال مستعمرة صغيرة تعود لعصر ما قبل التاريخ، ولكنه لم يجد أيا من الشوارع الواسعة أو الأبراج أو البوابات التي قادته القصائد لتوقع وجودها.
كان شليمان عازما على التوسع في الحفر، إلا أن الأتراك - الذين كانوا لا يزالون مشتاطين غضبا من تهريبه الكنز خارج بلادهم - رفضوا منحه تصريحا بذلك. ولأنه لم يكن بالرجل الذي يتنحى عن العمل، قرر أن يواصل بحثه عن حرب طروادة في مكان آخر.
صوفيا شليمان مرتدية بعض مجوهرات الكنز الطروادي الذي تم تهريبه - بحسب رواية زوجها - من تركيا في شالها. (مكتبة جيناديوس، المدرسة الأمريكية للدراسات الكلاسيكية.)
قرر شليمان أنه إذا كان لم يستطع الوصول إلى مملكة بريام، فسوف يتجه إلى مملكة أجاممنون بدلا منها. وهنا أيضا وجهه الكتاب الكلاسيكيون، ولكن إلى مسينا هذه المرة، وكانت تقع أسفل مدينة كورنث على شبه جزيرة أرجوليس باليونان. وكان يعتقد منذ زمن طويل أن مسينا هي مدفن الملوك الإغريق القدماء، وعلى عكس حصارليك، كانت تتباهى بوجود بعض الأطلال الواضحة والمبهرة.
Bog aan la aqoon