الألفية في فقه الصلاة اليومية
تأليف
الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي
جميع الحقوق محفوظة لفريق مساحة حرة
[![](../Images/logo4.png)](http://www.masaha.org)
<http://www.masaha.org>
[مقدمة التحقيق]
حياة المؤلف
من الرجال المعدودين الذين امتازوا بمواهب وعبقريات، وسجل أسماءهم التأريخ، ويتلألؤن في آفاق العالم الإسلامي كالنجوم اللامعة، ويستضيء، من نير علومهم رواد العلم. الإمام أبو عبد الله شمس الدين محمد بن جمال الدين مكي العاملي النباطي الجزيني المعروف ب«الشهيد الأول».
إن دراسة شخصية كشيخنا الإمام المليئة بالخواطر والجهاد في سبيل العلم والعقيدة مما يصعب على الباحث الوصول الى أعماقها، حيث ان هذا العلم الفريد من الأعلام المجددين في المدرسة الفقهية، ولسنا قاصدين من استعراض هذه الشخصية تلك الدراسة الجديرة بشأنه، بل أردنا أن نذكر لمحة من حياته، وقطرة من سيرته الشريفة.
مولده:
ولد في بلدة جزين (قرية من جبل عامل تقع في جنوب لبنان) سنة 734 ه، في بيت العلم والصلاح، كان والده الشيخ جمال الدين بن شمس الدين محمد بن أحمد بن حامد النبطي الجزيني من علماء تلك الديار، ويعرف يومذاك بالعلم والفضل. وكان أبوه هو المعلم الأول لبث روح العلم والجهاد في تربية شيخنا المعظم.
Bogga 23
وبعد ما أكمل دراساته الابتدائية، عزم السفر إلى الحلة وهو لم يتجاوز من العمر السابع عشرة، حيث كانت بلدة الحلة يومذاك تعد من أكبر المدارس في العالم الشيعي، وكانت تحفل مدرسة الحلة برجال كفخر المحققين و.
ولدي وصول شيخنا إلى الحلة أجازه فخر المحققين أن يروي عنه وكان ذلك سنة 751 ه، يدل هذا على اطلاع فخر المحققين على شخصية هذا التلميذ، ومدى قابليته، وجاء في تلك الإجازة التي كتبها على ظهر كتاب القواعد: قرأ علي مولانا الإمام العلامة الأعظم أفضل علماء العالم سيد فضلاء بني آدم مولانا شمس الحق والدين محمد بن مكي بن محمد بن حامد أدام الله أيامه من هذا الكتاب مشكلاته وأجزت له رواية جميع كتب والدي (قدس سره) وجميع ما صنفه أصحابنا المتقدمون رضي الله عنهم عن والدي بالطرق المذكورة.
وكان يواصل حضوره على هذا الأستاذ الى أن رجع الى بلاده جزين، كما أنه تلمذ على سائر تلامذة العلامة كالسيد عميد الدين عبد المطلب والسيد ضياء الدين عبد الله، وهما ابنا أخت العلامة الحلي، وحضر أيضا درس قطب الدين الرازي وغيرهم.
أقوال العلماء فيه:
قال في حقه في أمل الأمل: كان عالما ماهرا فقيها محدثا مدققا، ثقة متبحرا، كاملا جامعا لفنون العقليات والنقليات زاهدا عابدا ورعا شاعرا أديبا منشئا، فريد دهره، عديم النظير في زمانه.
وقال الشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد: شيخنا الإمام الأعظم محيي ما درس من سنن المرسلين ومحقق حقائق الأولين والآخرين الامام السعيد ابي عبد الله الشهيد (1).
وقال فخر الدين محمد بن العلامة الحلي. وقرأ على مولانا الإمام العلامة الأعظم أفضل علماء العالم سيد فضلاء بني آدم مولانا شمس الحق والدين محمد بن مكي (2).
Bogga 24
قرأ أولا على علماء جبل عامل، ثم هاجر الى العراق سنة 750، وعمره ست عشرة سنة، فقرأ على فخر المحققين ولد العلامة.
كان بين الشهيد والسلطان علي بن المؤيد ملك خراسان مودة ومكاتبة، وطلب منه التوجه إليها، فأبى واعتذر اليه، وصنف له اللمعة الدمشقية في سبعة أيام (1).
مشايخه:
كان عمدة تلمذته في الحلة على فخر المحققين ولازمه، كما انه تتلمذ على جماعة من تلامذة العلامة الحلي في الفقه والفلسفة، وحصل منهم الإجازة في الاجتهاد والرواية، كالسيد عميد الدين عبد المطلب الحلي الحسيني، واخوه السيد ضياء الدين عبد الله. وحضر أيضا درس قطب الدين الرازي وغيرهم.
ثم بعد مدة استقل بالتدريس في الحلة، والتف حوله الطلبة، وأخذوا يدرسون عليه الكتب الأصولية والفقهية (2).
تلامذته:
حينما كان شيخنا الشهيد في الحلة عرف بتدريسه لقواعد العلامة في الفقه، وتهذيب الأصول، فالتف حوله الطلاب يدرسون لديه، ولما رجع الى جزين أسس مدرسة فيها وكان لها الصدى العلمي بفضل الشهيد فاجتمع هناك عدد كبير من طلاب العلم، وممن تربى على يدي الشهيد ممن خلقوه من بعده في الفقاهة والتدريس، وأحيوا مدرسته الخالدة منهم:
1- السيد أبو طالب أحمد بن القاسم بن زهرة الحسيني.
2- الشيخ جمال الدين أحمد بن النجار.
3- الشيخ جمال الدين أبو منصور حسن بن شيخنا الشهيد.
Bogga 25
4- الشيخ ضياء الدين أبو القاسم علي أيضا ابن شيخنا الشهيد.
5- الشيخ رضي الدين أبو طالب محمد أكبر أبناء الشهيد.
6- الفقيهة الفاضلة فاطمة المدعوة ب«ست المشايخ» كان أبوها يثني عليها ويأمر النساء بالاقتداء بها والرجوع إليها (1).
استشهاده:
من المؤسف جدا التعصب بين المسلمين، وكم كانت فدية تلك المؤسات، ومن أجل ذلك سعى على شيخنا الشهيد، واستشهد ظلما وعدوانا.
كانت دمشق مجمعا للعلماء من المذاهب المختلفة، فاختار الشهيد هذه البلدة موطنا له، ليكون عمله أنفع وبقرب هذه البلدة حيث تتاح له الفرصة ليدافع عن عقيدته، فكان مشعلا لرواد العلم، وسهما في عيون الأعداء والحاقدين، الذين لا يتحملون رؤية من هو أفضل منهم، وبما أن الظروف التي كان يعيش فيها شيخنا الشهيد حافلة بالتعصب والعداء للشيعة، فكان هذا الأمر وسيلة في أيدي المرتزقة عمال السلاطين.
قال في أمل الأمل: كانت وفاته سنة 786، التاسع من جمادى الاولى، قتل بالسيف، ثم صلب، ثم رجم بدمشق في دولة بيدمر وسلطنة برقوق، بفتوى القاضي برهان الدين المالكي، وعباد بن جماعة الشافعي، بعد ما حبس سنة كاملة، في قلعة دمشق. وكان سبب حبسه وقتله انه وشي به رجل من أعدائه، وكتب محضرا يشتمل على مقالات شنيعة، وشهد بذلك جماعة كثيرة، وكتبوا عليه شهاداتهم، وثبت ذلك عند قاضي صيدا ثم أتوا به الى قاضي الشام، فحبس سنة، ثم أفتى الشافعي بتوبته، والمالكي بقتله، فتوقف في التوبة خوفا من ان يثبت عليه الذنب، وأنكر ما نسبوه اليه، فقالوا: قد ثبت ذلك عليك، وحكم القاضي لا ينقض، والإنكار لا يفيد، فغلب رأي المالكي لكثرة المتعصبين عليه، فقتل ثم صلب ورجم ثم أحرق (2).
Bogga 26
يحكي لنا صاحب الروضات شهادة شيخنا الشهيد حيث يقول: نقل عن خط ولد الشهيد على ورقة أجازته لابن الخازن الحائري ما صورته: استشهد والدي الإمام العلامة، كاتب الخط الشريف، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مكي شهيدا حريقا بعده بالنار يوم الخميس تاسع جمادى الأولى سنة ست وثمانين وسبعمائة، وكل ذلك فعل برحبة قلعة دمشق.
وفي اللؤلؤة أنه قتل بالسيف ثم صلب، ثم رجم، ثم أحرق بالنار ببلدة دمشق في سلطنة (برقوق) بفتوى برهان الدين المالكي، وعباد بن جماعة الشافعي، وتعصب جماعة كثيرة بعد أن حبس في القلعة الدمشقية سنة كاملة، وكان سبب حبسه أن وشي عليه تقي الدين الجبلي، ويوسف بن يحيى، وكتب يوسف محضرا يشنع فيه على الشيخ المترجم بأقاويل شنيعة، وعقائد غير مرضية، عزاها إليه، وشهد فيه سبعون من أهل الجبل من أقوام حناق على المترجم، وكتب في هذا ما ينيف على الألف من أهل السواحل من رعرعة الناس، وأثبتوا ذلك عند قاضي بيروت، وقاضي صيدا، وأتوا بالمحضر إلى القاضي عباد بن جماعة بدمشق فأنفذه إلى القاضي المالكي فقال له تحكم فيه بمذهبك وإلا عزلتك، فجمع الملك بيدمر والأمراء والقضاة والشيوخ، واحضروا شيخنا المترجم، وقرأ عليه المحضر، فأنكر ذلك فلم يقبل، وقيل له: قد ثبت ذلك عندنا، ولا ينتقض حكم القاضي.
فقال الشيخ: الغائب على حجته فإن أتى بما يناقض الحكم جاز نقضه وإلا فلا، وها أنا أبطل شهادات من شهد بالجرح، ولي على كل واحد حجة بينة، فلم يسمع ذلك منه، ولم يقبل، فعاد الحكم إلى المالكي، فقام وتوضأ، وصلى ركعتين، ثم قال: قد حكمت بإهراق دمه، فاكسوه اللباس، وفعل به ما قدمناه من القتل والصلب والرجم والإحراق (1).
ومما يذكر سببا للسعاية في استشهاد شيخنا الشهيد، انه جرى يوما بينه وبين ابن جماعة كلام في بعض المسائل، وكانا متقابلين، وبين يدي الشهيد محبرة، وكان ابن جماعة رجلا بادنا، واما الشهيد فإنه كان صغير الجثة، فقال له
Bogga 27
ابن جماعة في أثناء المناظرة، وهو يريد تحقيره: اني لا أحس إلا صوتا من وراء الدواة، ولا أفهم ما يكون معناه.
فأجابه الشيخ قائلا: نعم ابن الواحد لا يكون أعظم من هذا. فخجل ابن جماعة من هذه المقالة كثيرا، وامتلأ منه غيظا وحقدا، الى أن فعل به ما فعل (1).
فإنا لله وإنا إليه راجعون، وسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد.
أهم آثاره الخالدة:
خلف شيخنا الجليل من العلم ما يربو على اثنين وثلاثين كتابا، اضافة الى كثرة مشاغله وبث أفكار الإمامية في تلك الديار والترويج عن الشريعة المقدسة، وآثاره الخالدة تدل على بعد شخصيته العلمية، حيث عد من المجددين للمدرسة الفقهية الإمامية، وكل ذلك بفضل هذه الآثار الضخمة، ومما تفتخر المدرسة الإمامية بها، وإليك بعض آثاره:
1- اللمعة الدمشقية كتبها جوابا لرسالة حاكم خراسان علي بن مؤيد التي كان يطلب منه التوجه الى خراسان ليكون مرجعا للشيعة فاعتذر وصنف له هذه الرسالة، وهو مسجون في قلعة دمشق ولم يحضره من كتب الفقه سوى المختصر النافع في سبعة أيام.
2- ذكري الشيعة في أحكام الشريعة.
3- الدروس الشرعية في فقه الإمامية.
4- البيان في الفقه.
5- غاية المراد في شرح نكت الإرشاد.
6- القواعد والفوائد.
7- أربعون حديثا.
8- كتاب المزار.
Bogga 28
9- النفلية.
10- الألفية في فقه الصلاة اليومية.
وصف الكتاب:
قال المحقق الشيخ آغا بزرگ الطهراني (قدس سره): «ألفية الشهيد» المشتملة على الف واجب في الصلاة للشيخ ابي عبد الله محمد بن محمد بن مكي الشامي العاملي الجزيني الشهيد سنة (786 ه)، مرتبة على مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة. وطبعت مكررا، وعليها حواشي وتعليقات كثيرة. منها شرح:
1- شرح الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي ألفه سنة 939.
2- الشيخ إبراهيم بن منصور بن علي بن عشيرة البحراني ألفه سنة 807.
3- الشيخ أحمد بن محمد السبيعي اسمه «الأنوار العلوية».
4- الشيخ ابي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي المتوفى سنة 841.
5- السيد ميرزا محمد باقر الخوانساري اسمه «أحسن العطية».
6- المولى محمد جعفر شريعتمدار الأسترآبادي اسمه «مشكاة الورى».
7- الشيخ محمد جعفر السبزواري.
8- الشيخ محمد حسن بن جعفر شريعتمدار اسمه «معراج المؤمنين».
9- الشيخ حسن بن زين الدين الشهيد صاحب المعالم المتوفى سنة 1011.
10- الشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي المتوفى سنة 984.
11- السيد حسين بن علي بن الحسين الاوالي اسمه «الأعلام الجلية».
Bogga 29
12- الشيخ زين الدين الشهيد سنة 966 اسمه «المقاصد العلية».
13- المولى محمد سليم الگيلاني ألفه سنة 1185.
14- السيد الأمير نظام الدين عبد الحي بن عبد الوهاب الجرجاني.
15- الشيخ عبد العالي بن المحقق الكركي المتوفى سنة 993.
16- الشيخ عبد علي بن محمود الخادم عربي- وفارسي.
17- المولى عبد الله بن الحسين التستري المتوفى سنة 1021.
18- المولى عبد الله الشاهآبادي اليزدي اسمه «الدرة السنية».
19- السيد شرف الدين علي بن حجة الله الشولستاني اسمه «كفاية الطالبين».
20- المحقق الكركي علي بن عبد العالي المتوفى سنة 940.
21- الشيخ علي بن الحسين البحراني الشناطري العسكري.
22- المولى عماد الدين المؤلف قبل سنة 885.
23- الشيخ محمد بن ابي جمهور الأحسائي اسمه «التحفة الحسينية».
24- الشيخ محمد بن نظام الدين الأسترآبادي.
25- الشيخ محمد بن أحمد بن نعمة الله بن خواتون العاملي.
26- المولى محمد بن عاشور الكرمانشاهي.
27- الشيخ ابي عبد الله الفاضل المقداد الحلي السيوري المتوفى سنة 821.
28- ميرزا محمد مهدي الخوانساري اسمه «مكمل البقية» (1).
تحقيق الكتاب:
اعتمدنا في التحقيق على النسخة المخطوطة في خزانة مخطوطات مكتبة السيد النجفي المرعشي بقم المقدسة والمرقمة «2074».
Bogga 30
تم استنساخها في عشرين من شهر ذي القعدة سنة 953، على يد محمد بن شهاب.
واستفدنا كثيرا من حواشي الشيخ علي، وغيره من الشروح لتوضيح ما لا بد منه، مراعيا الاختصار.
وصف الرسالة النفلية
النفلية وهي هذه الرسالة التي بين يديك، والتي تشتمل مع قصر حجمها على ثلاثة آلاف نافلة في الصلاة، ألفها بعد الرسالة الألفية، ولها شروح كثيرة قال العلامة الطهراني: وهو من جلائل الكتب الفقهية ومهامها ولذلك تلقاه العلماء والفقهاء بالشرح والتعليق. (1)
وطبعت عدة طبعات وعليها حواش وتعليقات كثيرة ومنها:
1- شرح الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي ألفه سنة 939.
2- شرح الشيخ إبراهيم بن منصور بن علي بن عشيرة البحراني ألفه سنة 807.
3- شرح الشيخ أحمد بن محمد السبيعي اسمه الأنوار العلوية.
4- شرح الشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي المتوفى سنة 841.
5- شرح السيد ميرزا محمد باقر الخوانساري اسمه أحسن العطية.
6- شرح المولى محمد جعفر شريعت مدار الأسترآبادي اسمه مشكاة الورى.
7- شرح الشيخ محمد جعفر السبزواري.
8- شرح الشيخ محمد حسن بن محمد جعفر شريعت اسمه معراج المؤمنين.
9- شرح الشيخ حسن بن زين الدين الشهيد صاحب المعالم المتوفى سنة 1011.
Bogga 31
10- شرح الشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي المتوفى سنة 984.
11- شرح السيد حسين بن علي الاوالى اسمه الأعلام الجلية.
12- شرح الشيخ زين الدين الشهيد سنة 966 اسمه الفوائد الملية.
13- شرح المولى محمد سليم الگيلاني ألفه سنة 1185.
14- شرح السيد الأمير نظام الدين عبد الحي بن عبد الوهاب الجرجاني.
15- شرح الشيخ عبد العالي بن المحقق الكركي المتوفى سنة 993.
16- شرح الشيخ عبد علي بن محمود الخادم.
17- شرح المولى عبد الله التستري الأصفهاني المتوفى سنة 1021.
18- شرح المولى عبد الله الشاهآبادي اليزدي اسمه الدرة السنية.
19- شرح السيد شرف الدين علي بن حجة الله الشولستاني اسمه كفاية الطالبين.
20- شرح المحقق الكركي علي بن عبد العالي المتوفى سنة 940.
21- شرح الشيخ علي بن الحسين البحراني الشناطري العسكري.
22- شرح المولى عماد الدين المؤلف قبل سنة 885.
23- شرح الشيخ محمد بن أبي جمهور الأحسائي اسمه التحفة الحسينية.
24- شرح الشيخ محمد بن نظام الدين الأسترآبادي.
25- شرح الشيخ محمد بن أحمد بن نعمة الله بن خواتون العاملي.
26- شرح المولى محمد بن عاشور الكرمانشاهي.
27- شرح الشيخ أبي عبد الله الفاضل المقداد الأسدي الحلي السيوري المتوفى سنة 821 (1).
هذه جملة من تلك الشروح والحواشي، ولسنا بصدد استقصاء ذلك.
Bogga 32
اما هذه النسخة التي بذلنا جهدنا في تصحيحها ومقابلتها، وشرح ما تيسر لنا، وإخراج مصادرها، فقمنا أولا باستنساخها من نسخة مقروءة على شيخنا الشهيد الثاني زين الدين العاملي (قدس سره).
ثم قابلنا النسخة على نسخة قديمة ونفيسة، وكلما رأينا من الاختلاف ذكرناه في الحاشية، ورمزنا لها ب«ب» واستفدنا من حواشي متعددة ما ذكرناه بعنوان التوضيح في الهامش كحاشية الشهيد الثاني، وآقا جمال الخوانساري وغيرهم.
هذا ولنختم كلامنا ونرجو من العلي القدير أن يوفقنا لخدمة الدين والعلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
10- صفر- 1405 ه، قم المقدسة علي الفاضل القائيني النجفي
Bogga 33
[رسالة وجيزة في فرض الصلاة]
للشهيد الأول محمد بن مكي العاملي
Bogga 35
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة على أفضل المرسلين محمد وعترته الطاهرين. وبعد:
فهذه رسالة(1)وجيزة(2)في فرض الصلاة، اجابة لالتماس من طاعته حتم، واسعافه(3)غنم(4)، والله المستعان، وهي مرتبة على مقدمة وفصول [1] ثلاثة وخاتمة.
أما المقدمة:
فللصلاة الواجبة أفعال، معهودة مشروطة بالقبلة، والقيام اختيارا تقربا الى الله تعالى.
Bogga 37
واليومية واجبة بالنص [1] والإجماع [2]، مستحل تركها كافر، وفيها ثواب [3] جزيل. ففي الخبر بطريق أهل البيت (عليهم السلام): «صلاة فريضة خير من عشرين حجة، وحجة خير من بيت مملو ذهبا يتصدق منه حتى يفنى» (9).
وعنهم (عليهم السلام): ما تقرب العبد الى الله بشيء بعد المعرفة أفضل من الصلاة (10).
وأعلم: انها تجب على كل بالغ عاقل، إلا الحائض والنفساء، ويشترط في صحتها [4] الإسلام، لا في وجوبها [5] ويجب أمام فعلها معرفة الله تعالى، وما يصح عليه (13) ويمتنع (14)، وعدله وحكمته، ونبوة نبينا محمد (ص) وامامة الأئمة (عليهم السلام)، والإقرار بجميع ما جاء به النبي (ص) [6] كل ذلك بالدليل (16) لا بالتقليد (17).
Bogga 38
والعلم المتكفل بذلك (18) علم الكلام [1].
ثم ان المكلف بها الآن [2] من الرعية صنفان: مجتهد [3]، وفرضه الأخذ بالاستدلال على كل فعل من أفعالها، ومقلد، ويكفيه الأخذ عن المجتهد ولو بواسطة، أو بوسائط، مع عدالة [4] الجميع.
فمن لم يعتقد ما ذكرناه (23)، ولم يأخذ كما وصفناه [5] فلا صلاة له.
ثم ان الصلاة إما واجبة، أو مندوبة، وبحثنا هنا في الواجبة، وأصنافها سبعة: اليومية، والجمعة، والعيدان، والآيات، والأموات، والطواف، والملتزم بالنذر وشبهه. [6]
وما يتعلق بها [26] قسمان: فرض ونفل، والغرض هنا حصر الفرض، وللنفل رسالة منفردة.
Bogga 39
الفصل الأول: في المقدمات
وهي ستة:
الأول: الطهارة وهي اسم لما يبيح الصلاة، من الوضوء والغسل والتيمم،
وموجبات الوضوء احدى عشر: البول والغائط والريح من الموضع المعتاد، والنوم الغالب على الحاستين تحقيقا [1] أو تقديرا [2]، والمزيل للعقل [3]، والحيض والاستحاضة والنفاس، ومس ميت الآدمي [4] نجسا، وتيقن الحدث والشك في الوضوء، أو تيقنهما والشك في اللاحق، وتنقضه الجنابة وان لم توجبه [5] ويجب بها الغسل، وبالدماء
Bogga 41
الثلاثة إلا قليل الاستحاضة، وبالمس والموت.
ويجب التيمم بموجباتهما (32) عند تعذرهما، وقد يجب الثلاثة (33) بالنذر، أو العهد، أو اليمين، أو تحمل عن الغير (34).
والغاية في الثلاثة [1] الصلاة والطواف، ومس خط المصحف، ويختص الأخيران [2] بغاية دخول المجنب وشبهه [3] المسجدين (38)، واللبث فيما عداهما، وقراءة العزيمة [4]، ويختص الغسل بالصوم [5] للجنب وذات الدم.
والاولى التيمم مع تعذر الغسل [6]، ويختص التيمم بخروج الجنب والحائض من المسجدين.
Bogga 42
ثم واجبات الوضوء اثنا عشر:
الأول: النية مقارنة لابتداء غسل الوجه
وصفتها: أتوضأ لا ستباحة الصلاة لوجوبه قربة الى الله تعالى، ويجب استدامتها حكما [1] الى الفراغ، ولو نوى المختار (43) الرفع (44) أو نواهما (45) جاز، أما المستحاضة ودائم الحدث والاستباحة أو هما لا غير.
الثاني: غسل الوجه من قصاص شعر الرأس
حقيقة (46) أو حكما (47) الى محادر شعر الذقن [2] طولا، وما حواه الإبهام والوسط عرضا حقيقة أو حكما، ويجب تخليل ما يمنع وصول الماء إليه إذا خف [3]، اما الكثيف من الشعور فلا، ويجب البدء بالأعلى، ولا يجب غسل فاضل لحيته عن الوجه.
الثالث: غسل اليدين مع المرفقين [4]، مبتدئا بهما الى رءوس الأصابع،
ويجب تخليل ما يمنع وصول الماء، كالخاتم والشعر،
Bogga 43
والبدء باليمين.
الرابع: مسح مقدم شعر الرأس
حقيقة أو حكما (51)، أو البشرة ببقية البلل [1]، ولو بإصبع (53)، أو منكوسا (54).
الخامس: مسح بشرة (55) الرجلين من رءوس الأصابع إلى أصل الساق
بأقل اسمه (56) بالبلل (57)، فلو استأنف ماءا لأحد المسحين بطل [2]، ويجوز الأخذ من شعر الوجه، وينبغي البدء باليمين احتياطا، ولا يجوز النكس، بل يبدأ بالأصابع.
السادس: الترتيب
كما ذكر.
السابع: الموالاة،
وهي متابعة الأفعال بحيث لا يجف السابق من الأعضاء، إلا مع التعذر لشدة الحر وقلة الماء.
الثامن: المباشرة بنفسه اختيارا،
فلو وضأه غيره لا لعذر بطل.
التاسع: طهارة الماء وطهوريته [3]، وطهارة المحل.
Bogga 44
العاشر: إباحته،
فلو كان مغصوبا بطل [1].
الحادي عشر: إجراؤه [2] على العضو،
فلو مسه في الغسل من غير جريان لم يجزئ، اما في المسح فيجزي.
الثاني عشر: اباحة المكان،
فلو توضأ في مكان مغصوب عالما مختارا بطل، ومتى عرض له الشك في أثنائه اعاده وما بعده (62).
وواجب الغسل اثنا عشر:
الأول: النية مقارنة لجزء من الرأس
ان كان مرتبا، ولجميع البدن ان كان مرتمسا مستدامة الحكم الى آخره.
وصفه: اغتسل لاستباحة الصلاة لوجوبه قربة الى الله، ويجوز للمختار [3] ضم الرفع والاجتزاء به.
الثاني: غسل الرأس والرقبة
وتعاهد ما ظهر من الأذنين، وتخليل الشعر المانع [4].
الثالث:
غسل الجانب الأيمن.
الرابع: غسل الجانب الأيسر
، ويتخير في غسل العورتين مع اي جانب شاء، والاولى غسلهما مع الجانبين.
Bogga 45