مقدمة مؤلف الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين ونتوكل عليه ونحمده حمدا يستحقه بعلو شأنه وسبوغ احسانه.
Bogga 3
قال عبد الرحمان بن عيسى بن حماد الهمذاني الكاتب: الصناعات مختلفات. ولها درجات متفاوتات. فمنها ما يرفع اهله ويشرفهم ويغنيهم عند المساجلة والمكاثرة عن كرم المناسب. وشرف المناصب. ومنها ما يضع المحترفين له اشد الضعة ويخملهم اقبح الخمول حتى لا يكونوا لاحد ممن سواهم نظراء في منزلة ولا اكفاء في معاشرة. وان كان لبعضهم قديم يذكره او اب معروف يعتزي اليه. وقد قال سيد المسلمين وامام المتقين امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه: قيمة كل امرئ ما يحسنه. وقال: الناس ابناء ما يحسنون. وهذه الكتابة من اعلى الصناعات واكرمها واسمقها باصحابها الى معالي الامور وشرائف الرتب. فهم بين سيد ومدبر سيادة وملك وسائس دولة ومملكة. وبلغت بقوم منهم منزلة الخلافة واعطتهم ازمة الملك. والمتصرفون فيها في الحظ منها بين متعلق بالسماك مضاء ونفاذا. وبين متنكس في الحضيض نقصا وتخلفا. ومن افاتها على ذوي الفضل منهم ان المتأخر فيها لا يمتنع من ادعاء منزلة المتقدم فيها بل لا يعفيه من ادعاء الفضل عليه. والمتقدم لا يقدر على تثبيت نقص المتخلف في كل حال من الاحوال او مشهد من المشاهد لدروس اعلام هذه الصناعة وقلة من يرجع اليه فيها. الا اذا اتفق حضور مميز وامكن قرب محصل. وهيهات ان يكون ذلك في كل وقت واوان. ووجدت من المتأخرين في الالة قوما اخطأهم الاتساع في الكلام فهم متعلقون في مخاطباتهم وكتبهم باللفظة الغريبة والحرف الشاذ ليتميزوا بذلك من العامة ويرتفعوا عند الاغبياء عن طبقة الحشو. والخرس والبكم احسن من النطق في هذا المذهب الذي تذهب اليه هذه الطائفة في الخطاب. والفيت اخرين قد توجهوا بعض التوجه وعلوا عن هذه الطبقة. غير انهم يمزجون الفاظا يسيرة قد حفظوها من الفاظ كتاب الرسائل بالفاظ كثيرة سخيفة من الفاظ العامة استعانة بها وضرورة اليها لخفة بضاعتهم. ولا يستطيعون تغيير معنى بغير لفظه لضيق وسعهم. فالتكلف والاختلال ظاهران في كتبهم ومحاوراتهم اذ كانوا يؤلفون بين الدرة والبعرة في نظامهم. فجمعت في كتابي هذا لجميع الطبقات اجناسا من الفاظ كتاب الرسائل من التقعير. المحمولة على الاستعارة والتلويح على مذاهب الكتاب واهل الخطابة دون مذاهب المتشدقين والمتفاصحين, من المتأدبين والمؤدبين المتكلفين. البعيدة المرام على قربها من الافهام. في كل فن من فنون المخاطبات. ملتقطة من كتب الرسائل وافواه الرجال وعرصات الدواوين ومحافل الرؤساء. ومتخيرة من بطون الدفاتر ومصنفات العلماء. فليست لفظة منها الا وهي تنوب عن اختها في موضعها من المكاتبة. او تقوم مقامها في المحاورة. اما بمشاكلة او بمجانسة او بمجاورة. فاذا عرفها العارف بها وباماكنها التي توضع فيها كانت له مادة قوية وعونا وظهيرا. فان كتب عدة كتب في معنى تهنئة او تعزية او فتح او وعد او وعيد او احتجاج او جدل او شكر او استبطاء او اعتذار او عهد من عهود الولاة والحكام او تأسيس جماعة او تشبيب بحاجة او مطلب او موافقة او صدر دستور او حكاية حساب او كتاب ضمان او غير ذلك امكنه تغيير الفاظها مع اتفاق معانيها. وان يجعل مكان (اصلح الفاسد) لم الشعث. ومكان: (لم الشعث) رتق الفتق. وشعب الصدع. وهذا قياس فيما سواه من ابواب الفاظ هذا الكتاب. وان قعد به حسن المعنى لم يعدم من الفاظه ما هو من بناء الكلمة. ولا غنى بالكاتب البليغ ولا الشاعر المفلق ولا الخطيب المصقع عن الاقتداء بالاولين والاقتباس من المتقدمين واحتذاء مثال السابقين فيما اخترعوه من معانيهم وسلكوه من طرقهم. كأن الاول لم يترك للاخر شيئا. فمن اخذ منهم معنى بلفظه فقد سرقه. ومن اخذه ببعض لفظه فقد سلخه. ومن اخذه عاريا وكساه من عنده لفظا فهو احق به ممن اخذه منه. والمقل من الالفاظ يعجز عن تغيير معنى صورته ونقله عن حليته. ومن كان كذلك لم تكمل الته ولم تجتمع اداته وكان النقص لازما له.
Bogga 5
واللفظ زينة المعنى. والمعنى عماد اللفظ. ولكن مما يحمد من التأليف والنظم ان يكون كما قلت تزين معانيه الفاظه. والفاظه زائنات المعاني. فاذا كانت الالفاظ مشاكلة للمعاني في حسنها والمعاني موافقة للالفاظ في جمالها وانضاف الى ذلك قوة من الصواب وصفاء من الطبع ومادة من الادب وعلم بطرق البلاغات ومعرفة برسوم الرسائل والمكاتبات كان الكمال وبالله التوفيق.
انتهت المقدمة.
باب بمعنى اصلح الفاسد
تقول: لم فلان الشعث, وضم النشر, ورم الرث, وسد الثغر, ورقع الخرق, ورتق الفتق, واصلح الفاسد, واصلح الخلل, وجمع الشتات, وجبر الوهن والوهي جميعا. (يقال: ) جبرت الكسر جبرا, واجبرت فلانا على الامر اجبارا. (ويقال: ) اسا الكلم (مقصور) يأسوه اسوا, واسى على مصيبته اي حزن يأسى أسى, واسى المصاب على مصيبته يؤسيه تأسية, والاسى الصبر الجميل. (ويقال: ) شعب الصدع, ورأب الصدع, ورأب الثأي رأبا, (اخذ من الرؤبة وهي قطعة من خشب تدخل في الجفنة اذا انكسرت تصلح بها. قال كعب بن مالك الانصاري:
Bogga 6
طعنا طعنة حمراء فيهم *** حرام رأبها حتى الممات) ويقال: شعبت الامر اذا اصلحته وشعبته اذا افسدته ايضا. وهذا من الاضداد. (والشعوب المنية لانها تشعب اي تفرق). (وفي المثل: ان دواء الشق ان تحوصه اي تخيطه), وسد الثلمة, واقام الاود, وسد الفرج والخلل, واقام الصعر, ولأم الصدع, (والوصم, والخلل, والفساد, والفتق, واحد). (ويقال: ) اخاف وقوع الوصم في هذا الامر, وقوم الميل, وثقفت الاود والعوج, وداوى السقم, وداوى الادواء, وحسم الداء, وسوى الزيغ (والميل فيما كان خلقة بكسر الخاء وتسكين اللام, فيقال: في عنقه ميل, والميل فعلك وميلك الى الشيء) واذا زدت في اللفظ قلت: رأب متباين الصدع, وضم متفرق النشر. (وتقول: في الافساد والزيادة في الفتق : ) انهر الفتق ونكأ الكلام. وزاد في الفتق والوهن. (ويقال : ) نكأت الكلم نكأ (مهموز). ونكيت في العدو نكاية (غير مهموز). ( وفي المثل: ) ما حككت قرحة الا ادميتها. (والفتوق حوادث الفساد. يقال: ورد على الخليفة فتق البصرة او غيرها اي انتفاض الامر واضطراب الحبل فيها. وقد توالت عليه الفتوق.) واذا زاد الفساد قلت: استوسع الوهي, واستنهر الفتق, ووهى الشعب, وتفاقم الصدع, واستشرى الفساد.
انتهى الباب
Bogga 7
باب في معنى صلح الشيء
اذا صلح الفاسد قلت: استقام المائل. وانشعب الصدع. وانجبر الوهي. وانحسم الداء. وارتتق الفتق. واعتدل الميل. واندمل الكلم.
انتهى الباب
باب في معنى لا يستطاع اصلاح الامر
يقال للفاسد الذي لا يقدر على اصلاحه وتلافيه واستدراكه: هذا الامر لا يؤسى كلمه. ولا يرتق فتقه. ولا يرقع وهيه. ولا يرجى رأبه. ولا يملك استمراره. ولا يلأم صدعه. ولا تسد ثلمته. (وتقول : ) هذا امر اشد فتقا من غيره واعظم جرحا. (ومن الامثال ما يعرف في هذا المعنى) اوهيت وهيا فارقعه اي افسدت افسادا فاصلحه.
انتهى الباب
Bogga 8
باب اعوجاج الشيء
تقول: اعوج الشيء. وأود. ومال. وزور (بكسر الواو). وزاغ وضلع. وصعر. وصور. كلها واحد. (والصعر في الخد خاصة. قال الله عز وجل: لا تصعر خدك للناس) والصور والصيد من ميل العنق من الكبر. والخيلاء والجنف ايضا. (ويقال ) تأود الشيء اي اعوج. وبه ميل (متحرك الياء بالفتح)
انتهى الباب
Bogga 9
باب بمعنى سلك طريقته
يقال: فلان يتقيل (بتشديد الياء) اباه اي ينزع اليه. ويتلو تلوه. ويحذو حذوه. (ويقال ) تلوته تلوا. (وتلوت القران تلاوة) وفلان يتقيض (بتشديد الياء) اباه. ويتصيره (بتشديد الياء) ويأخذ مأخذه. ويحذو مثاله. ويستنهج سبيله. ويسلك منهاجه. ويهدي هديه. (وتقول : ) حذوت مثال فلان واحذيت ابني مثالي اذا حملته على طريقتك. ويتبع قصده. وينحو نحوه. ويقفوا اثره. ويقتفي معالمه. ويقتفر اثره. ويقتص اثره. ويقص اثره. ويتخلق باخلاقه. ويتحلى بحليته. ويتسيم بسيماه. وفلان يأتم بفلان. ويقتدي به. ويتأسى (بتشديد السين) به ويأتسي (بتسكين الهمزة) ايضا. ويقتاس به اقتياسا. ويقتدي بقدوته. ويطأ مواقع قدمه. وموطئ سيرته. ويستن بسنته. (يقال من ذلك) فلان قدوة في هذا الامر وامام واسوة. وفلان منار للعلم. وعلم للحق. ونور يستضاء به. والائمة نجوم يهتدى بها. وفلان اشبه بأبيه من الليلة بالليلة. والتمرة بالتمرة. والقذة بالقذة. والماء بالماء. والغراب بالغراب. (ويقال) هما مثلان. وقتلان. وحتنان (بتسكين التاء). وتوامان. وصوغان. وسيان. وشرجان. وهما كفرسي رهان (في المدح). وكزندين في وعاء (في الذم). وكأنما قدا (بتشديد الدال) من اديم واحد . وشقا من نبعة واحدة. وفلان نزيع ابيه اذا نزع اليه في الشبه. وجاء ولده على غرار واحد اي مثال واحد. وهم على شرج واحد. وقد سلك اخرهم طريق اولهم. وابناء فلان كالفرقدين للمتأمل. (وفي الامثال) من اشبه اباه فما ظلم (وفيها)
شنشنة اعرفها من اخزم *** من يلق ابطال الرجال يكلم
انتهى الباب
Bogga 10
باب الفحص عن الامر
تقول: فحصت عن الامر فحصا, وبحثت عنه بحثا, ونقرت عنه تنقيرا (بتشديد القاف). (ويقال) احفى فلان في المسئلة (بتسكن الحاء), وامعن في الفحص, وتعمق في الفحص, وتعمق في البحث, وفررت عنه فرا (بتشديد الراء) وفرارا, وفليت (بتسكين الياء) عنه فليا (بتسكين اللام). (ويقال في المثل: ) ان الجواد عينه فراره اي يغنيك بشخصه عن اختباره, وفتشت عنه تفتيشا, ونقبت عنه تنقيبا, وسألت عنه احفى مسألة, واستبرأته استبراء.
انتهى الباب
باب في معنى اللوم
يقال: لمت الرجل لوما, وعذلته عذلا, وانبته تأنبيا, وقرعته تقريعا, وفندته تفنيدا, ووبخته توبيخا, وبكته (بتشديد الكاف والتاء) تبكيتا, ولحيته لحيا, وعنفته تعنيفا, فهي المعاتبة ثم اللوم ثم التقريع ثم التوبيخ ثم التأنيب. (ويقال ) قرصته بعض القرص, وعذمته بعض العذم, واستبطأته. (ويقال) استندم الرجل, واستلام ولام اذا فعل فعلا يلام عليه فهو مليم (بضم الميم), وما زلت اتجرع فيك الملائم والملاوم واللوائم ايضا. (ويقال) لام فلان غير مليم, وذم غير ذميم, انحى فلان على فلان باللائمة, واحال عليه بالتعنيف. وتقول: لمته وقبحت فعله, وفيلت (بتشديد الياء وتسكين اللام) رأيه. وفي الامثال: رب لائم مليم, ورب ملوم لاذنب له.
انتهى الباب
Bogga 11
باب في التوبة
يقال: تاب الرجل من ذنبه, واناب ينيب انابة, وفاء يفيء فيأ وفيئة (بتسكين الياء). ويقال: غسل اساءته, ومحا ذنبه, وعفى (بتشديد الفاء) ما كان منه على جرمه, واعتب يعتب اعتابا. (والاسم العتبى وهي المراجعة) واقلع عنه اقلاعا, ونزع عنه نزوعا. (وقال هرمز ) لا تسموا (بتشديد الميم) الاعتاب استكانة, ولا المعاتبة مفاسدة, ولا التعتب استعلاء, ولا البغضاء معاتبة. (ويقال) اعتب الرجل اذا تاب (وعتب اذا غضب, وتعتب اذا تجنى, وعاتب اذا احتج, واعتب فلان فلانا بمعنى ارضاه) (ويقال) استفاق استفاقة, وارعوى ارعواء, وانتهى انتهاء, وارتدع ارتداعا, وانقمع انقماعا, وانزجر انزجارا, (قال خلف الاحمر: اشكيت الرجل اذا اتيت اليه ما يشكوك عليه. واشكيته اذا رجعت له مما يشكوه الى ما يحبه) وقد اقصر الرجل اقصارا. (يقال) اقصرت عن الشيء اذا نزعت عنه, وقصرت عنه اذا عجزت عنه قصورا, وقصرت فيه اذا فرطت فيه. (وفي الامثال) اقصر لما ابصر. (وتقول اذا رجع عن توبته) ارتد. وانتكث, ونكص على عقبيه, وارتكس
Bogga 12
انتهى الباب --------
رؤبة بن العجاج
باب التمادي في الضلال
يقال: تمادى الرجل في غيه, وانهمك في غوايته, واوضع في جهله. (والايضاع السير الشديد). واوجف في غيه, وتتابع في عمايته, وتاه في ضلالته. (والايجاف السير الشديد). واصر على باطله, ولج في غلوائه(بضم ثم فتح ففتح), وتلاج (بتشديد الجيم) وسدر في غيه, ومضى في عمايته, وتردى في جهالته, وتهافت في ضلالته, وجمح في غوايته, وضرب في غمرته, وامعن في اساءته, وتعمه في سكرته, وتسكع في باطله وطمته (بتشديد الميم), وضرب في عشوائه, وامعن في اساءته.(اجناس المصر) المصر (بتشديد الراء), والمتمادي. والمنهمك على غيه, وغوايته. وعمايته (بفتح العين). وضلالته. وعشوائه. وسكرته. وسيرته (بتسكين الياء). (ومنه) المتتابع. والسادر. والجامح. والموضع (بضم فكسر فضم). والمتردي. والمتهافت. والملجج (بتشديد الجيم). والممعن. والتائه. والمتهور. والمتهوك (بتشديد الواو).
انتهى الباب
Bogga 13
باب العفو
تقول: عفوت عن فلان, وصفحت عنه, وتغمدت ذنبه, وتجاوزت عن ذنبه, ومهدت عذره, وتجافيت عنه, واغضيت عنه جفني. (ويقال) تغاضيت عنه اي تغافلت عنه, وتغابيت عن ذنبه, واقلته عثرته, وانهضته من كبوته, واشلته من صرعته. (ويقال) شال الرجل اذا ارتفع, وشلته انا اي رفعته. قال الاخطل:
واذا جعلت اباك في ميزانهم --- رجحوا عليك وشلت في الميزان
ويقال: نعشته (بتسكين الشين) من سقطته, وانهضته من ورطته, وسحبت على ما كان منه ذيلي, واغضيت عليه جفني, وعركته (بتسكين الكاف) بجنبي, وكظمت غيظي, وابقيت عليه, وارعيت عليه, وجعلته تحت قدمي, ولبست على قوله سمعي, وجعلته دبر اذني. (وتقول) اطرقت منه على شجى اي حزن, واغضيت منه على قذى. (وقال امير المؤمنين عليه السلام <يقصد عليا رض>:
فكم اغضي الجفون على القذى. واسحب ذيلي على الاذى. واقول لعل وعسى.
انتهى الباب
Bogga 14
باب الجزاء
يقال: اقتصصت من فلان اقتصاصا, وانتصرت منه انتصار, واثأرت (بتشديد الثاء) منه اثأرا وانا مثئر (كله بتشديد الثاء), وانتقمت منه انتقاما, وعاقبته أالم عقوبة (من الالم), وفلان الوم الناس (من اللوم), وقد لاءمني الدواء (من الملاءمة) اي وافقني. (ويقال) عاقبت فلانا اوعظ العقوبة, وازجر العقوبة, واردع العقوبة, وانكل العقوبة, وانكأ العقوبة. (ويقال) عاقبته عقوبة مؤلمة. وناهلة. ورادعة. وزاجرة. وواعظة. ونكلت به, ومثلت به مثلة (بتسكين الثاء). والمقتص والمنتصر والثائر والمنتقم واحد. وجعلته مثلا مضروبا, واحدوثة سائرة, وعبرة ظاهرة, وعظة بالغة. (وتقول) جعلته حديثا للغابر, واعجوبة للناظر, ومثلا للسامع, وعبرة للمتوسم, وعظة للمتفكر. (المتدبر والمتفكر والمتأمل والمتوسم واحد)
انتهى الباب
Bogga 15
باب الزلة والخطاء
يقال في الخطإ: كان ذلك من فلان زلة, وهفوة, وعثرة, وسقطة, وفلتة, ونبوة, وفرطة, وكبوة (ومن الامثال في هذا الباب: ) قد يعثر الجواد, ولكل جواد كبوة, ولكل صارم نبوة, ولكل عالم هفوة. (ويقال) هو قليل السقاط (بتشديد السين المكسورة) اي العثرة, فأما السقط (بتشديد السين المفتوحة) فهو ردي المتاع. قال سعيد بن ابي كاهل:
كيف يرجون سقاطي بعدما --- جلل الرأس مشيب وصلع
(ويقال) تكلم فلان فما سقط بحرف ولا اسقط حرفا. (وفي العمد بتسكين ميم عمد تقول) فلان مأخوذ بجرمه, وجبايته, وجنيته (بتشديد الياء), وجريرته, وجريمته, وذنبه, وخطيئته. (ويقال) اخطأت اذا اردت شيئا فاصبت غيره, وخطئت من الخطيئة اخطأ اذا تعمدت الذنب. قال امية بن ابي الصلت:
عبادك يخطأون وانت رب --- بكفيك المنايا لا تموت
انتهى الباب
باب اللؤم
يقال: فلان لئيم الظفر, ولئيم القدرة والغلبة ايضا, وسيئ الملكة (بفتح ففتح ففتح), وراضع الملكة. (ويقال فعل ذلك بلؤم قدرته, ودناءة ظفره, ورضاع ملكته, وسوء ملكته.) ويقال: فلان في قبضتك, وحوزتك, وملكتك, وسلطانك. ومملكتك. وحيزتك. وتحت يدك. ويقال: هو ملك يمينه, وملكة (بتسكين اللام) يمينه, وتحت امره.
انتهى الباب
Bogga 16
باب اسماء الثار
يقال: بين القوم طائلة. وترة (بكسر التاء).(والجمع طوائل وترات) وذحل. (والجمع ذحول) ووتر. (والجمع اوتار بتسكين الواو. ويقال وترت الرجل اترهه (بكسر التاء) ترة ووترا. واوترت في الصلاة ايتارا.) وتبل. (والجمع تبول) وثأر (والجمع اثأار) ويقال: ثأرت بالقتيل ثؤورا اذا قتلت قاتله او طلبت قاتله فانا ثائر, وكذلك: ابأت به والمطلوب الثار. ويقال: فلان ثاري الذي اطلب وثأرت فلانا, والمثؤر به القتيل, وليس فلان ببواء فلان اي ليس دمه كفؤا لدمه. (ودية القتيل وعقله واحد). ويقال: وديت القتيل ادية دية, (وسميت الدية عقلا لانها تعقل الدماء عن ان تسفك) وعقلته اعقله عقلا. قال ابو الاسود الاسدي:
سائل اسيد هل ثأرت بمالك --- ام هل شفيت النفس من بلبالها
(والثأر المنيم الذي اذا اصابه الطالب رضي به فنام بعده). وتقول: ابأت فلانا بفلان اذا قتلته به. وقال الشاعر:
ابأنا به قتلى وما في دمائهم ---وفاء وهن الشافيات الحوائم
وباء بالاثم, اذا احتمله واعترف به, واثأر (بتشديد الثاء) الرجل اذا ادرك ثأره اثئارا. ويقال: ذهب دم فلان هدرا باطلا, وطل دمه فهو مطلول واطله الله, وذهب دمه ادراج الرياح. قال الشاعر:
دماؤهم ليس لها طالب --- مطلولة مثل دم العبيد
ويقال: هدر دمه واهدرته انا, وذهب دمه طلفا (بالفتح) وطليفا وفرغا (بكسر الفاء), وطل(بضم الطاء). (ولا يقال اطللته).
انتهى الباب
Bogga 17
باب في الحقد والضغينة
يقال: في صدر فلان عليك حقد. وضغينة. وغمر. وسخيمة. (والجمع احقاد وضغائن وسخائم).وضغن(والجمع اضغان).وكتيفة (بفتح ثم كسر) والجمع كتائف. وحسيكة (والجمع حسائك). ودمنة (والجمع دمن). واحنة (بتسكين الحاء) والجمع احن بكسر ثم فتح واحنات بفتح ففتح. قال ابو الطمحان القيني:
اذا كان في صدر ابن عمك احنة ***فلا تستثرها سوف يبدو دفينها
يقال: استثار هذا الامر دفين حقده, وكمين ضغنه, واستخرج اضغان صدره. ويقال: فيه غمر. وغل. ووغم. ووغر (بتسكين الغين) . (وقد جاء في الشعر: على وغر في الصدر مكنون. ولعله حرك في هذا الموضع للضرورة). فلان وغر الصدر , وواغر الصدر, ووغم حزازة. ويقال: في صدره حزة (بتشديد الفتح على الزاي), وهو ما حزك من شيء. (والحزازة تأثير الحزن وما اصابك من شدة. والجمع حزازات). وتقول: وترت (بتسكين الراء) فلانا. واضغنته. واحقدته. واوغرت صدره, وبيني وبينه شأن. وعداوة. وبغضاء, وفي قلوبهم تغلي مراجل العداوة, وتلتهب نار البغضاء, وهذه صدور وغرة. (وفي الامثال: ) الحفائظ تحلل الاحقاد, وعند الشدائد تذهب الاحقاد, والمحن تذهب بالاحن, ولقد يجاء الى ذوي الاحقاد (ويجاء بمعنى يلجأ) واكل لحم اخي ولا ادعه لاكل. وتقول: اضغنت فلانا عليك, واوغرت صدره, واضرمت غيظه.
انتهى الباب
Bogga 18
باب الغيظ
يقال: غضب الرجل غضبا, وتلظى عليك تلظيا, واغتاظ اغتياظا, وتضرم تضرما, واضطرم اضطراما, واحتدم احتداما, واستشاط استشاطة, وتلهب تلهبا, وامتعض امتعاضا, ضمد (بفتح ففتح ففتح) فلان على فلان, وحرد. وعبد (بكسر الباء). واغد (بتشديد الفتح على الدال). واسمغد (بتسكين ففتح ففتح فتشديد فتح). ويقال: تذمر وتعذمر (بتشديد الفتح على الراء) وتغشمر, وذئر (بكسر الهمزة), وقد فار فائره, وهاج هائجه, ووجدته مغيظا. محنقا (بضم فتسكين ففتح). ذائرا, محفظا. (والحفيظة الغضب). ويقال: احفظه (بفتح فتسكين ففتح ففتح) ذلك اي اغضبه, ووجدته قد ملئ غيظا وحقدا. (تفصيل الغضب) : العتب ادنى الغضب. والموجدة (بتسكين الواو وكسر الجيم) بعده. والسخط فوق ذلك.
انتهى الباب
باب اسكان الغيظ
امت (بفتح ففتح فتشديد) ضغنه (بكسر الضاد), وسللت سخيمته, واطفأت نار غضبه, ونزعت سخيمة قلبه, واذهبت حقده عن غيظه. ويقال: عتب علي صديقي عتبا فاعتبته (بتسكين العين والباء) اي ارضيته, ولا صبر لي على موجدته, ووجد علي ابي موجدة, وسخط على زيد السلطان سخطا (ولا يكون السخط الا ممن هو فوقك). وتقول: حرضت فلانا على كذا تحريضا. وحرضته على فلان اذا حملته على ايذائه والاساءة اليه. (والتحضيض والتحريض قريبان في غير هذا). ويقال: اربع (بكسر فتسكين ففتح فتسكين) على نفسك وضلعك (بتسكين اللام وكسر العين), ونهنه من غربك (بفتح فتسكين فكسر), واقصد بذرعك (بفتح فتسكين فكسر)
انتهى الباب
Bogga 19
باب الثلب والطعن
تقول: ما زال فلان يذكر معايب فلان, ومثالبه . ومساويه. ومقابحه. ومشاينه. ومقاذره. ومناقصه. ومخازيه. ومعايره. ومساأاته. وسوأاته.
قالت ليلى الاخيلية في المعاير:
لعمرك ما في الموت عار على الفتى *** اذا لم تصبه في الحياة المعاير
ويقال: ثلب فلانا, وتنقصه (بتشديد القاف), وعابه. ويقال: عيرته كذا, ولا يقال بكذا. قال النابغة:
Bogga 20
وعيرتني بنو ذبيان خشيته *** وهل علي بأن اخشاك من عار ويقال: انكرت على فلان ما صنع وانكرته ونكرته (بتشديد الكاف). ومنه قوله: نكروا لها عرشها اي غيروه. ويقال: سبعه (بفتح ففتح ففتح). وجدبه جدبا. وقصبه. وجرحه. وشزبه. وشتر به. وشتر (بتشديد التاء) عليه, وضرسه (بتشديد الراء), وشعث (بتشديد العين) منه, وسمع (بتشديد الميم) به, وندد به, وزرى (بالفتح كله) عليه. ويقال: زرى فلان على فلان فعله (بكسر الفاء) اذا عابه, ونقصه زريا, وازرى به اذا صغره ازراء (بتسكين الزاي), وقدح فيه, وطعن عليه, ونقم (بالفتح كله) عليه ومنه وفي عرضه سبه (بفتح فتشديد الفتح فضم), وقذعه, وقفاه يقفوه, وطاخه بقبيح اذا لطخه (بالفتح كله) به, ووقع فيه, وقرع (بتشديد الراء) صفاته اذا قال قبيحا في عرضه. ونحت اثلته (بفتح فتسكين ففتح ففتح), واستطال في عرضه. (والفحش, والقذع. والخنا. والرفث (بتشديد الراء). القبيح من الكلام). ويقال: فلان بذيء اللسان, ملحب (بكسر فتسكين ففتح). وسباب (بتشديد الباء). والحمته (بفتح فتسكين ففتح فتسكين فضم) عرض فلان اذا امكنته من شتمه. (والازراء, والطعن. والقدح. والغميزة. والتعيير. في طريق واحدة). وتقول: قد كانت من فلان قوارص, ونواقر, وشتائم. فتقول: نعوذ بالله من قوارعه. ولواذعه. ولوادغه. وقوارص لسانه. وبذئ (بفتح فكسر ففتح) فلان يبذأ, وبذؤ (بفتح فضم ففتح) يبذؤ بذاءة, وقد سفه (بفتح فضم ففتح) علينا سفاهة, ولم يكن سفيها وقد سفه (بفتح فكسر ففتح)
Bogga 21
باب في المدح
تقول: اطريت الرجل, واطرأته, ومدحته, وقرظته, وزكيته في الدين, ومازال فلان يذكر محاسن فلان, ومناقبه, وفضائله, ومحامده, ومكارمه, ومساعيه, ومفاخره, وماثره, ومعاليه. (والماثر من اثرت الحديث اي نشرته وسيرته. قال الواسطي: لا تكون المأثرة الا في الحمد)
انتهى الباب
باب البعد وما يجانسه
بعدت الدار بيننا , ونزحت, وشسعت, ونأت, وشحطت, وشطرت, وغربت, وشطنت, وشطت, وتراخت, (والبعيد, والنازح, والشاسع, والناءي, والقاصي, والعازب, والغارب, والشاطر, والشاطن واحد). وتقول: بعدت نواهم, وانشقت عصاهم (اذا تفرقوا), وقد استقرت نواهم (اذا اقاموا), وسفر شاسع, وبلد طروح. ويقال: مكان سحيق, ومحلة نازحة, ومسافة شاسعة, وخطوة نائية, وطية بعيدة, ودار متراخية, ومزار قاص, وشقة قذف (بفتح ففتح فضم) وقذف (بضم كله), ودار غربة.
انتهى الباب
Bogga 22
باب في قرب المسافة والخطوة
يقال: قربت الدار بيننا, وتدانت, واصقبت, واسقبت, والبثت, واسعفت, وكربت, وكثبت (بتشديد الباء), وزلفت. ويقال: قربت الخطوة (بضم الخاء) بيننا وهي المسافة (والخطوة (بضم الخاء) ما بين الرجلين, والخطوة (بفتح الخاء) الفعلة الواحدة من خطوت). ويقال: فلان بقربي, وبمرأى مني ومسمع اي حيث اراه واسمعه, وكان ذلك بعين فلان وسمعه ايضا. ويقال: ازف الرحيل, وافد, وانى, وأان, وحان, واجم (بتشديد الميم), واحم (بتشديد الميم), وحم (بضم الحاء وتشديد الميم).
انتهى الباب
باب في التقصير
ضجع (بتشديد الجيم) فلان في الامر, وعذر (بتشديد الذال), وغب (بتشديد الباء) وغبب (بتشديد الباء الاولى) ايضا اذا لم يبالغ فيه, ومرض (بتشديد الفتح على الراء), وفرط, وقصر, واقصر (بتسكين القاف). (وفي الامثال: ) اقصر لما ابصر, واقصر اذا نزع عنه, وهو يقدر عليه. ويقال ايضا: فتر (بتشديد التاء) وونى (بالفتح كله). والاسم الونية, وتراخى, وفشل (بفتح كله), وتهاون (من الهوينا). وثبط الامور, وريثها, وربثها (والتقصير, والتفريط, والتضجيع, والتغبيب, والتعذير, والتهاون, والتواني, والونية, والاغفال, والفتور, بمعنى واحد).
انتهى الباب
Bogga 23