سلبت أنسي بمؤانستك عدمت إمتاعي بقربك
قَضَت الْأَيَّام بالنوى باعدتني عَنْك الْفرْقَة
فرق الدَّهْر بَيْننَا امتحنت بشحوط دَارك
منيت ببعد مزارك بليت بالدهر المشتت
فرقت النَّوَى ألفتنا
رمتني الْأَيَّام بِسَهْم الْفِرَاق
٥٥ - قرين الوحشة
الوحشة
دَائِم الْعبْرَة صفي الترحة طَوِيل الحشرة
بعيد الفطنة عديم السلوة قَلِيل الْخِبْرَة
محالف الهموم مُخَالف السرُور مقارب وجوم
مُجَانب حبور مُوَافق دَاء مفارق دَوَاء
عديم رفاد أَسِير سهاد مقارب أسى
مزايل أسى مصافي كرب منابذ صَبر
٥٦ - وَلَقَد لَزِمت صُورَتك قلبِي
فِي خاطري
رَأَتْ مثالك عَيْني
أدنى الْمَنَام شخصك إِلَيّ
أدْرك عَليّ الْبعد وهمي
خيل للتوهم صُورَتك عني
صاغ الْفِكر غرتك بقلبي
أحضر الشوق لفظك سَمْعِي
مثلك الْفِكر لقلبي مثلت المنى خيالك
أدَّت الأحلام نغمتك إِلَى أُذُنِي
صُورَتك الْفِكر لخاطري
لم يزل مثالك عَن ناظري
٥٧ - فَنحْن نتلاحظ بالضمائر إِذا تَعَذَّرَتْ الْأَبْصَار
التناجي
نتناجى بِذكر الْقُلُوب ونتدانى بالأرواح إِذا شسعت وتباينت الأشباح
نَعْرِف أحوالنا فِي الْغَيْبَة فَهِيَ عندنَا كأحوالنا فِي الحضرة
نرى على البعاد بِعَين الْفُؤَاد إِذا سطت الأجساد
نتلاصق بالقلوب إِذا تَبَاعَدت الْأَبدَان
نتآلف بالوهم للتحادث إِذا نبت الْأَشْخَاص عَن التآلف
نتقارب بالود على بعد المدى إِذا شحطت بالأشخاص النَّوَى
نتأمل بِعَين الود أحوالنا على الْبعد
1 / 58