وأجيب: بأن ذلك أمر يقع في آخر الزمان قرب قيام الساعة حيث لايبقى في الأرض أحد يقول الله الله ، كما ثبت في صحيح مسلم: لا تقوم الساعة حتى لايقال في الأرض الله الله ، ولهذا وقع في رواية سعيد بن سمعان لايعمر بعده أبدا . وقد وقع قبل ذلك فيه من القتال وغزو أهل الشام له في زمن يزيد بن معاوية ثم من بعده في وقائع كثيرة من أعظمها وقعة القرامطة بعد الثلاثمائة.... وكل ذلك لايعارض قوله تعالى: أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ، لأن ذلك إنما وقع بأيدي المسلمين فهو مطابق لقوله(ص): ولن يستحل هذا البيت إلا أهله فوقع ما أخبر به النبي(ص)وهو من علامات نبوته وليس في الآية ما يدل على استمرار الأمن المذكور فيها . والله أعلم).
وبذلك رجح ابن حجر أحاديث هدم الكعبة وزوالها ، على غيرها !!
ثم واجه في المجلد:13/ 68 : الحديث النبوي بأن البيت يبقى عامرا حتى عند قرب القيامة ومجئ يأجوج ومأجوج ! فحاول أن يوفق بينهما بأن هدم الكعبة قبل يأجوج ومأجوج ! قال:(تقدم في الحج أن البيت يحج بعد خروج يأجوج ومأجوج وتقدم الجمع بينه وبين حديث لاتقوم الساعة حتى لايحج البيت وأن الكعبة يخربها ذو السويقتين من الحبشة ، فينتظم من ذلك أن الحبشة إذا خربت البيت خرج عليهم القحطاني فأهلكهم ، وأن المؤمنين قبل ذلك يحجون في زمن عيسى بعد خروج يأجوج ومأجوج وهلاكهم ، وأن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين تبدأ بمن بقي بعد عيسى ويتأخر أهل اليمن بعدها ! ويمكن أن يكون هذا مما يفسر به قوله الايمان يمان أي يتأخر الإيمان بها بعد فقده من جميع الأرض ! وقد أخرج مسلم حديث القحطاني عقب حديث تخريب الكعبة ذو السويقتين فلعله رمز إلى هذا ) !. انتهى.
Bogga 374