361

هذه التأكيدات النبوية كانت على ألسنة الجميع حتى المشركين.. فمن أين جاءت مقولة أن الإسلام سينتهي ، وأن الكعبة ستهدم ، وأن مكة ستخرب ، وأن قريشا كلها ستفنى فلا يبقى منها أحد ، وأن القرآن سيرفع من الأرض؟!

من أين جاءت هذه الأساطير إلى أذهان المسلمين فدونوها في مصادرهم على أنها أحاديث مقدسة.. إلا من تأثير اليهود؟!

لقد عمل اليهود ليلا ونهارا بكامل قدرتهم ، مع زعماء قريش ، للقضاء على النبي صلى الله عليه وآله ودعوته ، فخاب سعيهم ونصر الله دينه ونبيه صلى الله عليه وآله !

لكنهم واصلوا عملهم في حياة النبي صلى الله عليه وآله وبعده محاولين حرف مسار الإسلام ، والتأثير في ثقافته !

وكان لأحبارهم الذين تظاهروا بالإسلام أثر كبير في تخريب العديد من المفاهيم ، خاصة كعب الأحبار ! وقد ساعده في مهمته أنه حضي بمكانة خاصة جدا عند عمر ، فكان يصدقه ويتلقى منه ، فاستغل ثقة عمر به ونشر ما استطاع من ثقافتهم وخيالاتهم !

وبما أن أسطورة رفع القرآن مرتبطة بالأساطير التي أشرنا اليها ، في المنبع والهدف ، كان لابد من التعرض لها ولو بشكل مختصر .

كان عمر يتلقى من كعب الأحباركما يتلقى المؤمن من نبيه !

كان عمر يعتقد أن كتب اليهود فيها علم المستقبل ، وأن كعبا متخصص فيها ، فكان يسأله عن نفسه هل هو ملك دنيوي أم خليفة شرعي لنبي؟! ويسأله عن حالته ومسكنه في الآخرة ، وعن الذي يحكم بعده ، وعن تفسير القرآن ، وعن الأحكام الشرعية..الخ.!!

وكان كعب يجيبه كعب بما هب ودب ، بشرط أن يحلو لعمر !

لكن لهجة كعب كانت دائما لهجة العالم الواثق من علمه!!

ففي كنز العمال:12/567 ، عن نعيم بن حماد: أن عمر بن الخطاب قال لكعب: أنشدك بالله يا كعب أتجدني خليفة أم ملكا ؟ قال: بل خليفة . فاستحلفه فقال كعب: خليفة والله من خير الخلفاء ، وزمانك خير زمان ! ).

Bogga 363