207

أما ما رواه أحمد عن فزع أهل الكوفة إلى ابن مسعود وتسكيته لهم ، فهو يعبر عن سياسة عمر ، ولعل القضية كانت في عهد عمر ! قال أحمد:1/445 : (عن عثمان بن حسان عن فلفلة الجعفي قال: فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف فدخلنا عليه فقال رجل من القوم: إنا لم نأتك زائرين ولكن جئناك حين راعنا هذا الخبر ! فقال: إن القرآن نزل على نبيكم(ص)من سبعة أبواب على سبعة أحرف أو قال حروف وإن الكتاب قبله كان ينزل من باب واحد على حرف واحد ) .

كانت مشكلة وأزمة خطيرة إذن ، شملت التلاميذ ومعلميهم في مكاتب القرآن ، والمصلين في المساجد ، وحكام الأمصار والمجاهدين في جيوش الفتح ، بسبب فتنة أحرف عمر السبعة ! وكان علاجها الوحيد تدوين القرآن على حرف واحد وجمع المسلمين عليه !

حذيفة يحمل بأمر علي عليه السلام لواء توحيد القرآن

قال ابن عساكر في تاريخ دمشق:42/457: (قالت بنو عبس لحذيفة إن أمير المؤمنين عثمان قد قتل فما تأمرنا ؟ قال آمركم أن تلزموا عمارا . قالوا: إن عمارا لايفارق عليا ! قال: إن الحسد أهلك الجسد ! وإنما ينفركم عن عمار قربه من علي؟! فوالله لعلي أفضل من عمار أبعد ما بين التراب والسحاب ، وإن عمارا لمن الأخيار . وهو يعلم أنهم إن لزموا عمارا كانوا مع علي). (وهو في كنزالعمال:13/532) .

وقال الذهبي في السير:2/361: (حذيفة بن اليمان . من نجباء أصحاب محمد (ص) ، وهو صاحب السر... حليف الأنصار ، من أعيان المهاجرين... عن ابن سيرين أن عمر كتب في عهد حذيفة على المدائن إسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم . . . ولي حذيفة إمرة المدائن لعمر ، فبقي عليها إلى بعد مقتل عثمان ، وتوفي بعد عثمان بأربعين ليلة . . . وحذيفة هو الذي ندبه رسول الله (ص) ليلة الأحزاب ليجس له خبر العدو . وعلى يده فتح الدينور عنوة . ومناقبه تطول ، رضي الله عنه .

Bogga 209