قال الدكتور حسن إبراهيم في كتابه تاريخ الاسلام:1/416: (وهي طائفة المرجئة التي ظهرت في دمشق حاضرة الأمويين بتأثير بعض العوامل المسيحية خلال النصف الثاني من القرن الأول الهجري . وقد سميت هذه الطائفة المرجئة من الإرجاء هو التأخير ، لأنهم يرجئون الحكم على العصاة من المسلمين إلى يوم البعث . كما يتحرجون عن إدانة أي مسلم مهما كانت الذنوب التي اقترفها ... وهؤلاء هم في الحقيقة كتلة المسلمين التي رضيت حكم بني أمية، مخالفين في ذلك الشيعة والخوارج . ومع هذا فإنهم يتفقون في العقيدة إلى حد ما مع طائفة المحافظين وهي أهل السنة ، وإن كانوا كما يرى فون كريمر قد ألانوا من شدة عقائد هؤلاء السنيين باعتقادهم ( أنه لا يخلد مسلم مؤمن في النار) وعلى العموم فهم يضعون العقيدة فوق العمل . وكانت آراؤهم تتفق تماما مع رجال البلاط الأموي ومن يلوذ به ، بحيث لايستطيع أحد من الشيعيين أو الخوارج أن يعيش بينهم ، في الوقت الذي تمكن فيه المسيحيون وغيرهم من المسلمين أن ينالوا الحظوة لديهم ، أو يشغلوا المناصب العالية). انتهى .
ويكشف لنا النص التالي عن الإمام الصادق عليه السلام سر تقريب بني أمية لهم ، قال عليه السلام : (لعن الله القدرية ، لعن الله الخوارج ، لعن الله المرجئة لعن الله المرجئة. قال قلت: لعنت هؤلاء مرة ولعنت هؤلاء مرتين! قال: إن هؤلاء يقولون إن قتلتنا مؤمنون ! فدماؤنا متلطخة بثيابهم إلى يوم القيامة ، إن الله حكى عن قوم في كتابه: (قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين) قال كان بين القاتلين والقائلين خمسمائة عام فألزمهم الله القتل برضاهم ما فعلوا). انتهى . (الكافي:2/409) .
Bogga 155